تدخل القناة الثانية المغربية في تجربة الاستثمار في تلفزيون ألعاب المتعة والمغامرات، من خلال برنامج «جزيرة الكنز» المُستنسخ عن البرنامج الفرنسي الشهير «فور بويارد»، أو «حصن بويارد» الذي وصل الى عامه العشرين. اشترت القناة حقوق نقله وتصوير نسخة مغربية في الحصن المنيع ذاته المنتصب وسط البحر بين جزيرتي أوليرون وآيكس قرب مدينة لاروشيل الفرنسية، والمتميّز بمعمار عال بدهاليز وأغوار تحيل على الأسر وإخفاء الأسرار، بما يشبه السحر الذي في الحكايات البطولية والخرافية. ويُفرض على المشاركين القيام بالعديد من الأعمال المستعصية نوعاً ما، وتُتبع خطوات معينة لاكتشاف السر المتضمن ألغازاً، وبالتالي الفوز بمفاتيح تتيح الحصول على الكنز في نهاية الحلقة. وذلك كله، عبر العثور على جملة أو إسم يشرّع باباً في مكان ما من الحصن. وهكذا، يبدو البرنامج سلسلة من ألعاب المغامرات المليئة بالتحدي والبطولة وتجاوز قدرات الذات النفسية والجسدية، في علاقة مع أحاسيس الخوف والصبر والجزع والتردد وجاذبية الخطر. وسيحافظ البرنامج في صيغته المغربية، على الصفة الأساسية للشخصيات والتسلسل العام للمراحل بما يميزها كما في البرنامج الفرنسي. وسيضم الكوميدي رشيد العلالي وهشام مسرار، بمشاركة البطل العالمي في الجري هشام الكروج، وبطل ماراتون الرمال لحسن أحنصال، ولاعب الكرة مصطفى حجي، إلى جانب الممثلين إدريس الروخ ولطيفة أحرار وطارق البخاري، والمطربين الدوزي وغني وهدى سعد وعبد الفتاح لكريني وسعيد موسكير، وإعلاميين مثل ليلي الحديوي وسميرة البلوي وآخرين. شخصيات معروفة سيراها المشاهدون في حُلل تنهل من الطفولة قصصها، وتحاول الظهور بمظهر الأقوى والأفضل والأسرع، ولكن في جوّ مرح لن يكون متكلفاً ومصطنعاً. فصرخات لطيفة أحرار وهي معلّقة في الهواء، أو عضلات إدريس الروخ المنتفخة وهو يكسر الأغلال، حقيقية ستعطي انطباعاً بملامسة الواقع كما تسعى إليه هذه البرامج. وهكذا، يغوص الأبطال المختارون في أوضاع اختبار قاسية، من قفز في الهواء أو مجاورة ثعابين ونمور أو البقاء في أوضاع غير مريحة لمدة معينة، وغير ذلك من الأعمال القاسية، في مناخ من الإثارة التي أريد لها أن تكون قصوى طوال عشرة أسابيع، هي الفترة المخصصة للبرنامج هذا الموسم. ويأتي هذا الاقتباس في إطار سياسة إعلامية تتّبعها القناة في تجريب برامج عالمية وتطويعها مغربياً، على غرار ما فعلت حين منحت المشاهدين موسماً كاملاً من برنامج مسابقات الطبخ «ماستر شيف» الذي لاقى اهتماماً كبيراً. «فور بويارد» المغربي، لن يكون بمضمون مغربي مثل برنامج طبخ، بل بمضمون مقتبس يؤدي فصوله مشاهير مغاربة. وهنا يتبدى أفق الانتظار عند الموعد ولو تعلّق الأمر بمجال لهو وتسلية لا غير. فهل سيحقق نسبة مشاهدة كبيرة مثل البرنامج الأصل؟ أياً يكن الأمر، سيكون البرنامج للتسلية بهدف خيري نبيل، إذ تُمنح المبالغ النقدية في نهاية الحلقة الى إحدى الجمعيات الخيرية.