دعا زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان، أمس (السبت) مقاتليه الى اتخاذ قرار "تاريخي" بالقاء السلاح، في خطوة احيت الامل بوضع حد لحركة التمرد الانفصالية التي تقود نزاعاً دامياً في تركيا منذ ثلاثين عاماً. ووصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هذا النداء بانه "مهم جداً جداً"، لكنه ابدى مع هذا حذره، مذكراً بأن نداءات سابقة مماثلة فشلت. كذلك رحب بالنداء رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، معتبراً ان لغة العنف "ستزول". وفي رسالة تلاها امام الصحافيين النائب عن حزب ديموقراطية الشعب (الموالي للاكراد) سيري ثريا اوندر، دعا اوجلان حركته الى تنظيم مؤتمر في الربيع للبحث في نزع سلاحها. واعتبر الزعيم الانفصالي الذي نقل النائب اوندر تصريحاته في مؤتمر صحافي مشترك غير مسبوق مع نائب رئيس الوزراء يالتشين آكدوغان "اننا نقترب من تسوية لهذا النزاع الذي يعود الى ثلاثين عاماً، على شكل سلام نهائي، وهدفنا الاول هو التوصل الى حل ديموقراطي". واضاف اوجلان "ادعو حزب العمال الكردستاني الى عقد مؤتمر استثنائي في الربيع لاتخاذ قرار استراتيجي وتاريخي بنزع الاسلحة". وقال ايضاً "انها دعوة تاريخية لاستبدال المعركة المسلحة بالسياسة". وبعد سنتين ونصف سنة من بدء محادثات بين اوجلان والحكومة، احيا هذا الاعلان عملية سلام تحتضر، قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات التشريعية في السابع من حزيران (يونيو) المقبل. وتابع اوندر ان الجانبين "اقرب الى ارساء السلام اكثر من اي وقت مضى". واعلن آق دوغان، اول ممثل لحكومة تركية يحضر تلاوة رسالة من الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني والذي لا يزال يعتبر "ارهابياً" في تركيا، "لقد عبرنا مرحلة مهمة وتاريخية في عملية السلام". واضاف آكدوغان ان "العمل على اسكات الاسلحة سيسهم في تطوير الديموقراطية". ويأتي هذا الاعلان بعد الزيارة التي قام بها وفد من نواب حزب ديموقراطية الشعب للقادة العسكريين في حزب العمال الكردستاني في قاعدتهم، في جبال قنديل شمال العراق، ثم زيارة اوجلان في سجنه في جزيرة ايمرالي في بحر مرمرة على مقربة من اسطنبول. واضافة الى ندائه لالقاء سلاح حزب العمال الكردستاني، اورد اوجلان في رسالته سلسلة من عشرة اجراءات يراها ضرورية لسلام دائم في تركيا، بما في ذلك صياغة دستور جديد. ورحب صلاح الدين دميرتاش أحد رئيسي حزب "ديموقراطية الشعب" بنداء اوجلان، وقال "اليوم تم عبور مرحلة مهمة على طريق احلال الديموقراطية في تركيا وتوسيع الحريات والوصول لسلام دائم". وبعد فشل اول في 2010، اعادت الحكومة في خريف 2012 احياء المحادثات مع حزب العمال الكردستاني في محاولة لوضع حد لنزاع مع الاخير، اسفر عن مقتل نحو 40 الف شخص. وقد عملت هذه المرة على بدء حوار مع اوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة. ومنذ اذار (مارس) 2013، امر الزعيم الانفصالي بوقف لاطلاق النار، جرى احترامه بشكل عام منذ ذلك الوقت، وبعد شهرين اعلن بداية انسحاب مقاتليه الى العراق. لكن حزب العمال الكردستاني علق هذه المبادرة بعيد ذلك متهماً انقرة بعدم الوفاء بالتزاماتها. ومنذ ذلك الوقت توقفت المحادثات. وفي تشرين الاول (اكتوبر) 2014، كادت تسقط ايضاً، عندما نزل الاف الشبان الاكراد الى شوارع مدن تركية للتنديد برفض الحكومة التركية التدخل لدعم الميليشيات الكردية التي كانت تدافع عن مدينة كوباني (عين العرب) الكردية السورية التي حاصرها تنظيم "الدولة الاسلامية"، قبل ان يستعيد الاكراد السيطرة عليها. وفي الاونة الاخيرة، نشأت صعوبات اخرى حول مشروع قانون مثير للجدل الشديد، قيد البحث في البرلمان، ويقضي بتعزيز سلطات الشرطة. وهدد النواب الاكراد بوقف محادثات السلام اذا تم التصويت عليه. وعلى الرغم من هذه التوترات الحادة، لم تنقطع الجسور بين الطرفين ومارست الحكومة الضغط بهدف ايجاد حل قبل الانتخابات التشريعية في السابع من حزيران (يونيو) المقبل.