السلسلة التلفزيونية تتعولم، وقصصها تنتقل من مجتمع الى آخر، فترتحل من بلد لتحل في آخر. ففي بلد مثل فرنسا تدور قصصه التلفزيونية على دراما نفسانية محلية، نشط تصدير المسلسلات التلفزيونية. ولم تفقد الولاياتالمتحدة مكانتها الرائدة في عالم المسلسلات والتي كرسها الإقبال العالمي على المسلسلات التلفزيونية. ففي 2006 و2007، ارتفعت المبيعات الدولية في قطاعي الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية الأميركية 23 في المئة. وبلغت عائدات القطاع هذا 15 بليون دولار. وتهيمن المسلسلات الأميركية على غرار «لوست» (المفقودون)، على شاشات التلفزيون في أوروبا واليابان ودول اخرى. ويحاول بعضهم «تقليد» المسلسلات هذه، واقتباسها. فمسلسل «آر إي إس» الذي يعرض على قناة «تي إف1» الفرنسية استوحى مسلسلاً ايطالياً هو نسخة من مسلسل «ذي إكسبرت» الاميركي. فشراء فكرة المسلسل «الأصلية» باهظة الكلفة، ولم تقوَ قناة «تي أف1» العريقة على تسديدها. وثمة نموذجان لبيع سلسلة تلفزيونية، الأول كلاسيكي. فيقال في اللغة المحكية إن القناة اشترت «حجم» السلسلة وصورتها. فتشتري قناة سلسلة تلفزيونية، وتنقل حواراتها الى لغة المشاهدين أو تبقي الحوارات على لغتها الأصلية وتطبع على المشاهد ترجمة ما يقال. وفي النموذج الثاني، تشتري محطة تلفزيون او شركة انتاج مفهوم السلسلة مع «مرجعها»، أي الشخصيات، والحوارات الأساسية، وقصصها. فعلى سبيل المثال، اشترت «تي إف1» الفرنسية مفهوم سلسلة «نيويورك: كريمنل انتنت» (نيويورك:مقاصد إجرامية) لتنتج سلسلة «انكيت كريمينيل» (تحقيق جنائي). ولكن الغول الاميركي لا يبقى حبيس حدود استيديوات بلاده، على رغم تقليص موازنات شركات الانتاج التلفزيوني. فهو يبحث عن طرائده في دول أخرى تنطق شعوبها بالانكليزية، على غرار كندا وانكلترا وأوستراليا. وبعض الشركات التلفزيونية تبحث عن أفكار مسلسلات في دول أخرى. ومنذ انتهاء سلسلة «آل سوبرانو» التلفزيونية، اقتبست شركة «إتش بي أو» فكرة سلسلة اسرائيلية، وأنتجت سلسلة حملت عنوان «إن تريتمنت» (في فترة العلاج). والعولمة ليست قصراً على المسلسلات التلفزيونية. فعالم الأعمال يحتذي على مثال معولم في إعداد المسلسلات. فعلى سبيل المثال، وفي معرض «ميبكون» بكان، أعلنت محطة «قنال بلوس» الفرنسية، و «لاغاردير» ومجموعة «أي أو اس» الألمانية، وهذه الشركات هي شريكة في انتاج المسلسل البريطاني – الاميركي «روم»، انتاج مسلسل «لي بورجيا» (آل بورجيا). ويتوجه المشروع هذا الى جمهور «أوروبي» واسع، على رغم أن كاتب السلسلة اميركي، هو توم فونتانا، صاحب قصة «عالم أوز». وليست الولاياتالمتحدة وحدها من تستعمر الشاشات الصغيرة. فمبيعات المسلسلات البريطانية ارتفعت. وبريطانيا هي منتجة مسلسلات تلفزيونية متقنة ومعروفة. فسلسلة «دكتور هو» البريطانية تدور في بلاد العالم الكثيرة. واشترت فرنسا ومقاطعة كيبك الكندية، والولاياتالمتحدة واسرائيل، مسلسل «ذي أوفيس» (المكتب) البريطاني الذي أنتجته «بي بي سي». وسلسلة «كاميرا كافي» الفرنسية هي نموذج تتوق شركات انتاجية الى إنتاج نظيرها من المسلسلات التلفزيونية القصيرة والناجحة. واشترت 45 دولة فكرة السلسلة هذه أو فصولاً منها. وأبطال السلسلة ينطقون بالاندونيسية والفيتنامية والتركية. وسلسلة «كاملوت» بلغت كيبك وبولندا واسبانيا. والمسلسلات الموجهة الى المراهقين هي بيضة القبان. ففي ايطاليا، تستقطب سلسلة «كور اوسيان إي فودر»، وهي ركن برامج المراهقين على شاشة التلفزيون الفرنسي، 30 في المئة من المشاهدين في سن بين ال4 وال14. ويزدهر سوق المسلسلات الطويلة في عالم الشاشة الصغيرة. وتقبل شريحة لا يستهان بها من الجمهور الإيطالي على متابعة مسلسل «جولي ليسكو» الفرنسي الطويل. وفي الربيع المنصرم في كان، كان الحضور الصيني في ملتقى «ميب تي في» ملفتاً. وشارك 300 رجل اعمال صينيون في الملتقى. وأبرمت شركة «سي سي تي في» الصينية عقداً مع شركة أميركية لانتاج سلسلة رسوم متحركة من 52 فصلاً. * صحافي، عن «لو تان» السويسرية، 31/10/2009، إعداد م. ن.