أسرة تعيش على الكفاف، معتمدة بعد الله في لقمة عيشها على إعانة «الضمان الاجتماعي»، التي لا تتجاوز 2700 ريال. قد يكون هذا المبلغ مقبولاً لدى بعض الأسر قليلة الأفراد، ولكن هذا المبلغ الضئيل يذهب لإطعام 11 فرداً، معظمهم من الصغار. ما يزيد حجم معاناة هذه الأسرة هي الظروف الصحية، التي يقاسيها عائلها الوحيد، أو من يفترض به أن يكون عائلها. أبو خالد رب الأسرة ذو ال 80 عاماً، الذي يعول زوجته وأبناءه، إضافة إلى شقيقته، أجبرته الديون وهموم الحياة على بيع بيته المتواضع، والمرهون لأحد الأشخاص ب45 ألف ريال، مع أن هذا السعر أقل كثيراً من قيمته الحقيقية. انتقلت الأسرة مضطرة إلى منزلٍ مجاور، إلا أن أبا خالد وأسرته غير مستقرين، كون المنزل تعود ملكيته إلى ورثة بينهم خلافات، وفضلوا التبرع بمنزلهم موقتاً لهذه العائلة المعوزة، وفي أية لحظة قد تنتهي القضية، ويطالب الورثة بمنزلهم.لم تتوقف مصائب الأسرة عند هذا الحد، فأبو خالد المسن يعاني أمراضاً مختلفة، اضطرت الأطباء إلى إجراء جراحات عدة في ظهره، وبالتالي بات شبه عاجز عن الوقوف على قدميه، فما بالك بالقدرة على تحصيل لقمة العيش؟ كان أبو خالد متماسكاً وهو يسرد معاناته ل«الحياة» «قضيت معظم عمري وأنا أقاوم العوز، واقتربت حياتي على النهاية، وأنا لم أؤمن لأسرتي ما تحتاجه من ضروريات»، موضحاً أنهم بلا منزل أو سيارة، «أحياناً تمر علينا أيام والبيت يخلو من أشياء لا يمكن الاستغناء عنها». وعلى رغم أن معونات تموينية تأتيهم من جمعية البر الخيرية في الخصيبة ما بين حين وآخر، إلا أنها لا تفي بمتطلبات أفراد الأسرة. ويؤكد أبو خالد «ديوني المتراكمة والحال النفسية السيئة لأبنائي تحرماني النوم، ولا أعلم ماذا أفعل». ويستدرك: «الأمل بالله كبير، ولا أقول إلا الحمد لله رب العالمين، وأنا متفائل بأن هناك من سيسخره الله لإنهاء معاناة أسرتي»، مشيراً إلى أن ما يشغل باله هو تأمين المسكن لأسرته، وقضاء ديونه المتراكمة.