تعيش الجزائر حالة تأهب قصوى منذ توجيه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لوكالة الخطوط الجوية الجزائرية بنقل نحو 10 آلاف من مشجعي المنتخب الجزائري إلى السودان مجاناً أو بخفض أسعار تذكرة السفر. وتدفق عشرات الآلاف من المشجعين، عبر ربوع الجزائر، على مكاتب الخطوط الجوية الجزائرية في محاولة ل«خطف» تذكرة السفر لمؤزارة الخضر في معركتهم أمام الفراعنة. ومن المتوقع أن تقيم الخطوط الجوية الجزائرية جسراً جوياً بين الجزائروالخرطوم يتضمن 30 رحلة في أقل من ثلاثة أيام، وذلك لنقل نحو 10 آلاف مشجع. وقال عدد من المشجعين الجزائريين ل«الحياة»: «إن المعركة التي خاضها الخضر أمام الفراعنة بالقاهرة لم تكن متكافئة أبداً»، وذلك بسبب ما وصفوه بالإرهاب والضغوط النفسية الرهيبة التي عاشوها قبل وأثناء وبعد المباراة أو المعركة التي تجند لها، للأسف، المصريون بشحن زائد من الإعلام والفضائيات المصرية المقيتة على حد تعبيرهم. وأكد الميلود، وهو من منطقة سطيف الداخلية، في اتصال مع «الحياة» أنه «سيعمل المستحيل ليسافر إلى الخرطوم لتشجيع الخضر والتأكيد لهم بأنهم ليسوا وحدهم في المعركة»، مضيفاً أن «ما فعله المصريون بإخواننا الذين سافروا إلى القاهرة لتشجيع الخضر لا يمت إلى الأعراف والتقاليد والأخوة الإسلامية والعربية بصلة». وأوضح: «لقد كشفهم الإنترنت والفضائيات المحترمة والنزيهة ووكالات الأنباء العالمية». وكانت غالبية الصحف الجزائرية، الصادرة أمس الاثنين، أشارت إلى سقوط قتلى بين الجزائريين (تم نفي ذلك رسمياً) الذين تعرضوا لاعتداءات وصفت بالوحشية عقب انتهاء المباراة، وحمدت الله على أن الخضر لم يكسبوا المباراة وإلا فإن الآلاف الذين تنقلوا للقاهرة لن يعودوا أبداً إلى الجزائر. وذكرت صحيفة «الخبر» نقلاً عن موفديها إلى القاهرة أن «جزائرياً واحداً قتل و375 أصيبوا في اعتداءات وحشية وقعت أمام مسمع ومرأى الشرطة ورجال الأمن المصريين، بينهم 127 يوجدون في حال خطرة، منهم اثنان في غيبوبة في أحد المستشفيات المصرية». وأضافت الصحيفة أن الوفد الإعلامي الجزائري لم يسلم من الاعتداءات، مؤكدة أن «رجال الجمارك المصرية حجزوا أجهزة عمل صحافيي الإذاعة الوطنية، وتسجيلات صوتية أجروها خلال فترة إقامتهم». ونقلت عن مبعوث القناة الإذاعية الأولى، سعد طرافي، قوله: «إن الصحافيين الجزائريين عاشوا الجحيم ليلة المباراة ومنعوهم من حمل الأعلام الوطنية». وأكد تعرض زملاء إلى الضرب المبرح من طرف المصريين داخل الملعب وخارجه. وأضافت: «في حين أكد موفد القناة الدولية الصحافي إسماعيل قورصو، أن عدداً من صحافيين احتجزوا داخل الفنادق ولم يتمكنوا من مغادرتها في غياب المرافقة الأمنية التي تخلت عنهم بمجرد وصولهم إلى الملعب يوم السبت». من جانبه، أشار موقع «الشروق اليومي» إلى أن «جثث ستة مشجعين جزائريين تم شحنها إلى مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة»، وأبرزت الصحيفة صوراً حية لعدد من الجزائريين سقطوا قتلى وجرحى الاعتداءات المصرية. ونقلت الصحيفة عن الإعلامي الجزائري المعلق في قناة «الجزيرة الرياضية» حفيظ دراجي، قوله: «إنني أحمد الله على أن المباراة انتهت للمصريين ولم يكسب الخضر التأهل من القاهرة، وإلا عاش الجزائريون هناك الجحيم». وانتقدت صحيفة «كومبيتسيون» الناطقة بالفرنسية ما سمته «الصمت الغريب لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر». وكتبت تقول: «هناك قتلى يا سيد بلاتر». وأضافت: «إذا كان الفيفا يريد أن تذهب مصر للمونديال فليقلها بصراحة لا أن يقف موقف المتفرج إزاء ما حدث للجزائريين بالقاهرة». من جانبه، أكد المدرب رابح سعدان أنه «جاهز لمعركة الخرطوم»، مضيفاً أن «الدم الجزائري الذي سال بالقاهرة لن يذهب سدى» بحسب ما نقلت صحيفة «الخبر».