طرابلس - أ ف ب - دعا سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي مساء الاثنين الرهبان والراهبات المقيمين في ليبيا إلى الاحتفال بعيد الفصح في مدينة البيضاء (1300 كلم شرق طرابلس) حيث أقيم قداس في غابة تحيط بالمدينة. وشارك نحو مئة من الراهبات والرهبان الأجانب في الاحتفال الذي جرى في هذه المدينة الواقعة في منطقة جبلية مطلة على البحر والتي يتردد إليها سيف الإسلام في شكل دائم. وقال سيف الإسلام لوكالة «فرانس برس»: «مشاركتي للراهبات المقيمات في ليبيا هو جزء بسيط من رد الجميل والوفاء لدورهن الإنساني في مجال تقديم الخدمات الجليلة للمرضى والمصابين بأمراض خطيرة وتقديم الرعاية والحنان لكبار السن والعجزة والأيتام». وأوضح سيف الإسلام الذي استقبلته الراهبات وجميعهن من أصل أجنبي باستثناء لبنانية واحدة بالتصفيق والزغاريد: «لهذا السبب حرصت على مدى ثلاث سنوات على مشاركة الراهبات المقيمات بليبيا احتفالاتهن الدينية». وأنشدت الراهبات المتطوعات للعمل في المستشفيات الليبية تراتيل دينية بحضور توماس كابوتو سفير الفاتيكان غير المقيم لدى ليبيا وجيوفاني مارتينيلي أسقف الكنيسة الكاثوليكية بليبيا وإبراهيم عبدالسلام أمين الهيئة العامة للأوقاف. وتبادلت الراهبات والرهبان التهاني مع الحاضرين من العائلات الليبية التي جاءت تشاركهم العيد وقامت بتوزيع الحلويات الخاصة بالعيد وبعض الهدايا. من جهته قال وزير الصحة الليبي محمد حجازي إن ليبيا تدرس مع الفاتيكان «امكان استقدام عدد من الراهبات للعمل داخل المستشفيات الليبية نظراً لما عرف عنهن من تفان في العمل من ناحية والاستفادة من خبراتهن في تأهيل وتطوير العناصر الطبية المساعدة المحلية من جهة أخرى». وقالت الراهبة انيزي الايطالية الأصل «أنا في ليبيا منذ 33 سنة وأنا سعيدة ان تتجمع كل الراهبات في ليبيا اللاتي يصل عددهن الى حوالي 94 في هذا العيد وان يشاركنا ابن القذافي سيف الإسلام (في المناسبة) تقديراً لعملهن من أجل الانسانية والفقراء». وقال سليمان الغماري الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر الليبي ل «فرانس برس» إن «عدد الراهبات في ليبيا شهد تناقصاً ملحوظاً حيث لا يتجاوز عددهن 93 راهبة». واضاف: «أن جمعية الهلال الأحمر الليبي دأبت منذ ثلاثة عقود على الاحتفاء ومشاركة الراهبات في أعيادهن الدينية وفاء منا للجميل الذي تقمن به للشعب الليبي». وتؤكد الراهبة تيريزا التي تعمل منذ 40 سنة في ليبيا «لقد عملت في دور الحضانة ورعاية الأيتام وأنا اعشق ليبيا. شعبها طيب ويحبنا كثيراً ويحترمنا». وكانت الأقلية التي تتبع الكنيسة الكاثوليكية أكبر الأقليات الأجنبية المسيحية في ليبيا ابان الاحتلال الإيطالي للبلاد، وانقرضت تلك الجالية تدريجياً مع طرد بقايا الاستعمار في بداية السبعينات. وحالياً تعتبر الجالية الأرثوذكسية القبطية أكبر الجاليات المسيحية في ليبيا وأغلبها من اليد العاملة المصرية الوافدة، ويقدر عددهم بحوالي 60 الفاً. أما الجالية الكاثوليكية فتقدر بحوالي 40 الفاً معظمهم من العمال الأوروبيين في الشركات والممرضات الأوروبيات في المستشفيات الليبية. كذلك يوجد عدد أقل من الأنغليكان وأغلبهم من المهاجرين الأفارقة. ويوجد عدد كبير من الكنائس القديمة في المدن الليبية الإغريقية والرومانية والبيزنطية أصبحث اليوم آثارا، وتتواجد في صبراتة ولبدة وطلميثة وتوكرة وشحات وسوسة. وتواجدت في ليبيا كاتدرائيتان تم بناؤهما في فترة الاحتلال الإيطالي للبلاد هما كاتدرائية طرابلس وكاتدرائية بنغازي التي بنيت في العام 1937. ويوجد أيضاً عدد من الكنائس الصغيرة في المستشفى العسكري الإيطالي في بنغازي والذي يعرف حالياً باسم مستشفى الجماهيرية، اضافة إلى كنيسة أرثوذكسية يونانية.