نجح فريق طبي متخصص، في تخليص معمر تجاوز عمره المئة عام، من آلام مزمنة في القلب، بعد أن أجروا له عملية قسطرة دون الحاجة لتدخل جراحي. قطع المريض البالغ من العمر 104 أعوام، مئات الكيلومترات من قريته الصبيخة قرب محافظة تثليث (جنوب المملكة) للحصول على علاج في مركز «الأمير سلطان بن عبد العزيز» لعلاج أمراض القلب في محافظة الأحساء، بعد أن نصحه أقاربه بالقدوم إليه، على رغم بُعد المسافات (نحو ألفي كيلومتر)، بعد علمهم بالإنجازات العلاجية التي حققها هذا المركز. وأوضح مدير المركز الدكتور عبدالله العبد القادر، أن «المريض حضر إلى المركز، وهو يعاني من آلام حادة في الصدر، وعلامات أولية تشير إلى وجود جلطة قلبية، إذ أخضع إلى فحص مبدئي، تم من خلاله إجراء قسطرة تشخيصية للتعرف على حالته بدقة. وتبين وجود إصابة وانسداد في اثنين من شرايين القلب الرئيسة، وهما الأمامي النازل والمنفرج، واللذان يغذيان عضلة القلب اليسرى». وأبان أن الفريق الطبي المتخصص «أجرى دراسة للنتائج الخاصة بفحوصات المريض، وقرر إجراء عملية قسطرة من دون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية للقلب، على رغم التقدم في عمر المريض،. وتمكن الفريق، الذي ترأسه استشاري القسطرة العلاجية والتداخلية الدكتور عبدالله الجبور، من تجاوز العقبات التي قد تطرأ أثناء العمليات في مثل هذه الحالات، إذ تم فتح الشريان الأمامي النازل وتوسعته، وزرع دعامة معدنية، وتوسعة الشريان الثاني من خلال زرع الدعامات الضرورية لمثل هذه الحالات، التي انعكست بدورها على تروية عضله القلب بشكل كامل ودائم. وخرج المريض من غرفة العمليات بعد نجاح العملية بشكل كامل، وزراعة الدعامات التي تساعد في تغذية عضلات القلب؛ ليمضي حياته في شكل اعتيادي وبكل يسر»، مضيفاً أنه «خرج من المستشفى بعد يوم واحد من دخوله». ويعمل المريض في مجال الزراعة وتجارة المواشي، ولديه من الأبناء والأحفاد 71 فرداً. ولا يعاني من أي أمراض أخرى. ويؤكد أنه لم يدخن سيجارة واحدة في حياته، الحافلة بالذكريات «الجميلة» عن أيام شبابه الأولى، والتي واكبت بداية توحيد المملكة، فقد سبق له أن قابل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (يرحمه الله)، وكذلك أول أمير للمنطقة الشرقية الأمير عبدالله بن جلوي (يرحمه الله). كما كانت له مواقف مع الملكين سعود وفيصل (يرحمهما الله). وكان أحد أفراد جيش الأمير فيصل بن عبد العزيز، الذي خاض حروباً في جنوب المملكة.