قال زعماء عشائر عراقية أمس (الأربعاء)، إن مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خطفوا 100 من رجال العشائر السنية قرب مدينة تكريت، للحد من خطورة خصوم محتملين، قبيل هجوم متوقع على نطاق واسع للجيش العراقي. وتحشد القوات العراقية والمجموعات الموالية لها قواها منذ أيام تحضيراً للهجوم على معاقل التنظيم على طول نهر دجله إلى الشمال والجنوب من مدينة تكريت، مسقط صدام حسين. ووقعت تكريت التي تقع على بعد نحو 150 كيلومتراً شمال بغداد تحت سيطرة المقاتلين المتشددين منذ اجتاح التنظيم أجزاء واسعة من شمال العراق في حزيران (يونيو) الماضي، مشتتا صفوف الجيش العراقي. وقال زعماء عشائر محليين إن مقاتلي "داعش" اعتقلوا نحو 42 من رجال العشائر السنية في بلدة الربيضة أول من أمس للاشتباه بأنهم يستعدون لقتالهم. وقال أحد سكان الربيضة حاتم العبيدي والذي تمكن من الهرب إلى بلدة طوز خرماتو انهم "اقتحموا المنازل وطلبوا الهواتف النقالة." وفي الأسبوع الماضي، قال أبو كريم العبيدي الذي غادر الربيضة إلى محافظة ديالى القريبة لتجنب الاختطاف إن 56 رجلا اعتقلوا بعد اتهامهم بالانضمام إلى ميليشيا سنية موالية للحكومة. وأنشأ المقاتلون مقراً في الربيضة التي تبعد 20 كيلومترا شمال بلدة تكريت، بعد حملتهم العسكرية في حزيران (يونيو) الماضي، غير أنهم انسحبوا من البلدة بعد أن أغارت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش العراقي بالخطأ على منزل أحد المشايخ المحليين قرب قاعدتهم. وذكر الجيش العراقي أن نحو ألفي مقاتل شيعي ينتمون إلى "الحراك الشعبي" (الذي تشكل في العام الماضي بدعم إيراني بعد انهيار الجيش العراقي)، احتشدوا على مقربة من تكريت تحضيراً لعملية عسكرية كبيرة ضد "داعش". وقال محافظ صلاح الدين، رائد الجبوري إن "خمسة آلاف مقاتل من الجيش والحراك الشعبي سينضمون إلى "عملية تحرير تكريت". وذكر شهود إن مقاتلي التنظيم سدوا اليوم مداخل تكريت من الجنوب والغرب والشمال بجدران خرسانية مقاومة للانفجارات. وغطوا الجسر فوق نهر دجلة بنحو متر من الرمال لعلها تمتص صدمة القنابل.