رسم خبراء ماليون صورة وردية لمستقبل «التكافل» الإسلامي في منطقة الخليج خلال السنوات القليلة المقبلة، مدفوعين بتوقعات أن تعزز أزمة المال العالمية الحالية الحاجة إلى ضرورة التأمين على الممتلكات في الأزمات. وتوقع تقرير أصدرته مؤسسة «ارنست آند ينغ» أمس، أن يتجاوز حجم التكافل الإسلامي في منطقة الخليج خلال السنوات الثلاث المقبلة 5 بلايين دولار. وأكد خبراء خلال «مؤتمر التكافل العالمي السنوي» الذي بدأ في دبي أمس، أن الطلب على خدمات التأمين الإسلامي لا يزال كبيراً في منطقة الخليج، على رغم أزمة المال العالمية، التي أدت إلى شح في السيولة في قطاعات الاقتصاد كلها، وانعكست سلباً على الخدمات المالية الإسلامية. وعلى رغم الصورة المتفائلة التي رسمها المشاركون في المؤتمر لمستقبل القطاع، غير انهم لم ينكروا أن القطاع المالي الإسلامي عموماً يعاني، هو الآخر، من تداعيات الأزمة، لكنهم أكدوا أن تأثره اقل بكثير من تأثر قطاعات المال التقليدية. وأكد نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة نور الاستثمارية أحمد الجناحي، خلال المؤتمر، الذي حضره اكثر من 300 من قادة قطاع التأمين في المنطقة، أن «الطلب على التكافل الإسلامي لا يزال قوياً في منطقة الخليج، لأن القطاع حديث في المنطقة وأمامه فرصٌ كبيرة للنمو، وأن معظم سكان منطقة الخليج شبانٌ لديهم استعداد اكبر لتقبل ثقافة التأمين». ورسم تقرير «آرنست آند ينغ»، ثلاثة سيناريوات لتوقعات حجم التكافل الإسلامي خلال السنوات القليلة المقبلة، منها المتفائل والمتوازن والمتحفظ، لكن جميعها يُرجح كفة تحقيق القطاع نمواً وإن بتقديرات متفاوته. ولفت التقرير الذي وزعته المؤسسة خلال المؤتمر، إلى أن التوقعات المتفائلة ترجح أن يرتفع حجم أقساط التأمين الإسلامي حول العالم الى 7.7 بليون دولار بحلول سنة 2012، حصة منطقة الخليج منها تتجاوز 5 بلايين دولار، علما أن حجم السوق حالياً يتجاوز 3.5 بليون دولار. وترجّح التوقعات المتوازنة أن يبلغ حجم القطاع عالمياً نحو 6 بلايين دولار، حصة دول الخليج منها نحو 4 بلايين. والتوقعات المتحفظة ترجح 4 بلايين دولار حجم القطاع، حصة دول الخليج منها 2.7 بليون. وأوضح التقرير أن قطاع التكافل الإسلامي في منطقة الخليج، ارتفع إلى 2.1 بليون دولار في 2007، مقارنة ب770 مليوناً في عام 2004. وأشار إلى أن انعكاسات الأزمة المالية الإسلامية على قطاع التكافل الإسلامي، لن تدوم طويلا، وإن فرص نموه على المدى البعيد ستكون اكبر من القطاعات الأخرى. ومن جهته، لفت الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي ناصر الشعالي إلى أن قطاع التكافل الإسلامي «يعد أحد أهم القطاعات التي تزخر بفرص واعدة للنمو في هذه المرحلة، التي يشهد فيها التمويل الإسلامي تطورات كبيرة». وأشار إلى أن التأمين التكافلي عزّز، على مدى السنوات القليلة الماضية، مكانته كبديل فاعل للتأمين التقليدي، وفي التحول من المستوى الإقليمي إلى العالمي.