كيف يتعامل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع ابنائه، خصوصاً المسؤولين منهم؟ سؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين، يجيب عنه الأمير فيصل بن عبدالله الذي يتذكر نصيحة خادم الحرمين له، حين تسلم رئاسة هيئة الهلال الأحمر السعودي، حين قال له: «أنت في المنزل ابني... وفي الهيئة مجرد موظف في دولة... فلا تخلط بين الأمرين، اعمل وضع مخافة الله أمامك في كل لحظة... وأنت تؤدي عملاً تؤجر عليه إن شاء الله دنيا وآخرة، واعتبر دوماً نفسك خادماً للمصابين، وأن هؤلاء هم اخوتك». معادلة الابن والموظف تتضح جلياً ايضاً في العمل، يقول الأمير فيصل بن عبدالله ل«الحياة»: «كنت أتحدث مع خادم الحرمين الشريفين عن مسائل تخص هيئة الهلال الأحمر السعودي وكان يطلب مني أن أكتب له على ورق رسمي، ليكون كل شيء بحسب النظام». الأمير الذي يقود «الهلال الأحمر» منذ أربعة أعوام يؤكد أنه لا يملك عصا سحرية لتغيير واقع «الهيئة» بين ليلة وضحاها: «بدأنا مرحلة التأسيس من الصفر بعد دعم الموازنة التي صدرت هذا العام، وسنستمر في مشاريع البنية التحتية إلى الطموح الذي نأمله ويأمله منا كل مواطن». ويتحدث عن سعي «الهلال الأحمر» ووزارة الصحة لتوحيد «الناقل الإسعافي» على مستوى المملكة، مشيراً إلى أن «الهيئة» تعمل لإيجاد فريق متخصص في الاستجابة للكوارث والطوارئ. ويعرب عن أسفه لأن مستشفيات ترفض كثيراً من الحالات الإسعافية، مبدياً تخوّفه من أن يستمر هذا الرفض حتى بعد تدشين مشروع «الإسعاف الطائر». وتحدث عن ضرورة تشكيل لجنة من «الهلال الأحمر» ووزارة الصحة لمتابعة أقسام الطوارئ في المستشفيات الخاصة والحكومية لأن بعضها يفتقد الإمكانات، ولا يوجد فيها أبسط أنواع الأجهزة المخصصة لطب الطوارئ، مؤكداً أن مستشفيات تضع طبيب مسالك بولية طبيباً عاماً للطوارئ. ويبدي استغرابه من طريقة تخطيط الأحياء السكنية التي لا يخصص فيها أراضٍ لتقام عليها مراكز للهلال الأحمر على غرار بقية الأجهزة الحكومية، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم تطرأ فكرة استحداث فرق نسائية إسعافية في ظل قلة الكوادر الرجالية.