في وقت تواصل فيه القوات المسلحة السعودية قصفها لمواقع المتسللين على الحدود مع اليمن، تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس رسالة من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح نقلها إليه نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية اليمني رشاد محمد العليمي. وأكد قائد القوات البحرية السعودية في منطقة جازان العميد ركن بحري معيض الشمراني أنه تم تشكيل قوة بحرية بهدف تمشيط الحدود البحرية السعودية والبحث عن متسللين عبر البحر. وقال العميد الشمراني في حديث الى «الحياة» التي جالت على مرافق القوات البحرية أمس: «إن قوة مشاة البحرية تسيطر على جبل الرميح بالكامل بعد أن طهرته من المتسللين»، مشيراً إلى الأهمية الاستراتيجية لهذا الجبل لكونه مطلاً على جبل دخان الذي حاول المتسللون الاحتماء به. وكشف أن زوارق قوات البحرية السعودية في البحر تمكنت من رصد عدد من حالات التسلل وتمكنت من التعامل معها، لافتاً إلى عدم ارتباطها بالمتسللين وأنهم جميعاً من جنسيات أفريقية، وقال: «إن زوارقنا البحرية تعمل على مدار الساعة في تمشيط المياه الإقليمية السعودية وكذا الجزر السعودية برفقة طائرات عامودية». وخلال جولة «الحياة» على المنشآت البحرية في منطقة جازان، أكد العميد الشمراني أن «رجال القوات البحرية حصلوا على دورات متقدمة في مجالات الحروب الجبلية ومكافحة الإرهاب والقرصنة والعمليات البرية، إضافة إلى العمليات الليلية والقفز الحر». من جهة أخرى، علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن القوات البرية عثرت فجر أول من أمس على 10 جثث تابعة لمتسللين قُتلوا خلال المواجهات الأخيرة، قرب مدينة الحرث في الخوبة، كما وجدت أسلحة إلى جوارها، في الوقت الذي تم فيه اعتقال عدد من المتسللين. إلى ذلك، أشار السفير اليمني لدى الرياض محمد الأحول في تصريح إلى «الحياة» إلى أن المتسللين يعملون وفق أجندة خارجية ووصف طريقتهم في مواجهة القوات المسلحة السعودية بأنها «حرب عصابات» تعتمد على مبدأ «اضرب واهرب». وفي الوقت الذي أعلن فيه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز عن صدور أوامر في إنشاء مراكز إيواء في محافظة «ظهران الجنوب» في منطقة عسير تحسباً لأي طارئ، يزور أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز اليوم منفذ «الطوال» الحدودي مع اليمن ليتفقد استعدادات الجهات الحكومية المعنية باستقبال حجاج اليمن. إلى ذلك، تواصل الجمعيات الخيرية السعودية توافدها إلى مخيمات الإيواء لتقديم العون للنازحين، جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة والكشافة الذين يعملون على مدار الساعة في مساعدة النازحين. وفي مؤشر واضح الى تراجع المتسللين وانكسار شوكتهم وتراجعهم، هدأت في اليومين الأخيرين العمليات العسكرية على الحدود السعودية مع اليمن، باستثناء قصف متقطع لبعض المواقع التي يتواجد بها متسللون أو لبعض مخابئ أسلحتهم، فيما تواصل قطاعات عسكرية تمشيط الحدود بدءاً بما اصطلح على تسميته ب «منطقة القتل» والتوجه غرباً نحو العارضة وبني مالك في محاولة لتأمين المنطقة ومنع تكرار عمليات التسلل.