طوكيو - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما في طوكيو أمس، بعودة بلاده الى الاضطلاع بدور نشط في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، لكنه شدد على عدم سعيها الى «احتواء» الصين التي تعتبر في أوج ازدهارها. وفي خطاب ألقاه حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة أمام 1500 مدعو على هامش اليوم الثاني لجولته الآسيوية، أعلن أوباما أن اهتمامه بآسيا -المحيط الهادئ يعود الى طفولته في هاواي وإندونيسيا، قبل أن يتحدث عن الصين التي يزورها بدءاً من اليوم، سعياً الى طمأنتها في شأن النيات الأميركية. وقال إن «علاقة عميقة مع الصين لا تعني إضعاف تحالفاتنا الثنائية»، معتبراً أن بروز صين قوية ومزدهرة يمكن أن يشكل عامل قوة لمجموعة دول المنطقة، وللبلدين من أجل معالجة التحديات العالمية، حتى في ظل وجود خلافات على بعض القضايا». وأكد الرئيس الأميركي أن الصين ساعدت في الجهود المبذولة لإرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان وباكستان، و «هي تلتزم اليوم بنظام عدم الانتشار النووي العالمي، وتدعم السعي الى نزع سلاح كوريا الشمالية النووي». وأكد اوباما انه لن يتجنب مسألة حقوق الإنسان لدى زيارته للصين، «لأننا لا نتردد أبداً في الدفاع عن القيم الأساسية التي نتمسك بها، وبينها احترام ديانة وثقافة كل الشعوب». وشدد على أهمية بحث الأمور كلها ب «روح الشراكة بدلاً من الضغينة»، علماً انه لم يتطرق مباشرة الى التيبت، القضية الحساسة بالنسبة الى بكين. وخلال ولايتي الرئيس السابق جورج بوش دخلت الولاياتالمتحدة في نزاعين في أفغانستان والعراق، ما افسح في المجال أمام الصين لتعزيز دورها كقوة إقليمية في آسيا. وأكد اوباما ان الحقبة التي سمحت للصين بتعزيز دورها كقوة إقليمية في آسيا بتأثير الحربين اللتين خاضتهما الولاياتالمتحدة في أفغانستان والعراق «ولت»، مضيفاً: «حتى إذا شاركت القوات الاميركية في حربين في العالم فان التزامنا امن اليابان وآسيا لا يتزعزع». وفي شأن الملف النووي الكوري الشمالي، أكد اوباما ان الولاياتالمتحدة لن «تخيفها» تهديدات الدولة الشيوعية، مقترحاً على بيونغيانغ سلوك «طريق أخرى غير المواجهة والتحريض عبر الاستمرار في تطوير الأسلحة النووية». وأضاف: «الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم مستقبل مختلف لكوريا الشمالية يعزز اندماجها الدولي والفرص الاقتصادية، ويمنحها مزيداً من الأمن والاحترام». واستطرد ان «الطريق لبلوغ ذلك واضح: استئناف المفاوضات السداسية، واحترام الالتزامات السابقة على صعيد العودة الى معاهدة الحد من الانتشار النووي، ونزع السلاح النووي بالكامل. أما التطبيع الكامل مع جيرانها فيمكن أن يأتي فقط إذا تلقت العائلات اليابانية بياناً كاملاً عن أولئك الذين خطفوا». وترغب بيونغيانغ أولاً في بدء حوار ثنائي مع الولاياتالمتحدة. وسيتوجه المبعوث الاميركي الخاص المكلف الملف الكوري الشمالي ستيفن بوسوورث كوريا الشمالية مطلع كانون الأول (ديسمبر) المقبل. الى ذلك، مدّ أوباما يده أيضاً الى بورما، متعهداً تنفيذ «سياسة جديدة، خصوصاً أن العقوبات المفروضة على النظام العسكري لم تسمح بتحسين حياة البورميين». لكنه حذر من أن «العقوبات الحالية ستبقى طالما لم يتحقق تقدم ملموس نحو إصلاح ديموقراطي»، مطالباً بالإفراج من دون شروط عن جميع المعتقلين السياسيين, وفي مقدمهم زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي».