شدّد عدد من خبراء الاتصال الحكومي على ضرورة تفعيل دور «المتحدث الرسمي»، منوّهين إلى أنه عليه مهمات إعلامية عدة تحقق التوازن بين المسؤولية المهنية الحكومية ونظيرتها الإعلامية، معتبرين أن من المهم أن يكون المتحدث الرسمي مدركاً لدور وسائل الإعلام ومدى تأثيرها في الجمهور. وأوضح وزير الاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي أن المتحدث الرسمي يعدّ نتاج فريق عمل متكامل، مبيّناً أن الوضوح والشفافية يشكّلان أبرز الشروط التي يجب توافرها في الرسائل التي يطلقها المتحدث أمام وسائل الإعلام. وقال خلال الجلسة التي أدارها مدير قناة «العربية» الزميل تركي الدخيل ضمن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أول من أمس: «يعتبر نجاح منظومة الاتصال الحكومي التي لا تفرق بين الإعلام التقليدي والاجتماعي نجاحاً للحكومة بشكل عام، ويجب الأخذ في الاعتبار أن المتحدث الرسمي مطالب بالصدق وعدم تضليل الجمهور، علماً بأنه ليس من الضرورة أن يقول كل شيء، نظراً إلى كون بعض المعلومات قد تغيب عنه أو تكون ذات حساسية، لكن في المقابل يجب أن يبيّن الحقيقة لوسائل الإعلام والجمهور». وعن الدور المستقبلي للمتحدث الرسمي، قال الخبير في شؤون الأمن القومي والسياسات الخارجية الأميركية مساعد وزير الخارجية في إدارة بيل كلينتون، جيمس روبن: «في عصر ما قبل التكنولوجيا وعندما كانت السياسة الخارجية ترتكز على السفراء والديبلوماسيين الذين يلعبون دوراً مهماً في رسم صورة الرأي العام، كانوا يوضحون سياسة بلادهم من خلال المتحدثين الرسميين عبر أجهزة التلفزيون، وهذا يعطي دلالة على مدى أهمية وموقع المتحدث الرسمي تاريخياً، إذ كانت الولاياتالمتحدة تسعى دائماً للحصول على التأييد العالمي وتأييد الحكومات من خلال بث رسائل واضحة ومدروسة في مختلف القضايا عبر متحدثين متمرسين لمختلف الجهات الحكومية الرسمية، ولضمان نجاح المتحدث الرسمي، عليه أن يحدد ما هي الرسالة التي سينقلها والأدوات المتاحة لذلك، ويجب عليه أيضاً أن يؤمن بما يقول به ليستطيع إقناع الجمهور المستهدف، إلى جانب ضرورة تركيز الاهتمام بنسبة 50 في المئة على طلبات الصحافيين والنصف الآخر على توجهات الحكومة التي يسعى لنقلها عبر رسائله، فالكثير من السياسات تفشل نتيجة ضعف نمط الاتصال أو كونه يتسم بنوع من الهجومية». بدوره، ذكر مخطط الأخبار الحكومية في مكتب رئيس الوزراء البريطاني روبين جوردون فارلينغ، أن هناك ثلاث نقاط رئيسة تتعلق بإنجاح المتحدث الرسمي، وهي دور المتحدث الرسمي في إرسال رسائل واضحة وذات صدقية، والثانية أن تتم صياغة هذه الرسالة بشكل جيد سواء على الصعيد المدني أم العسكري، والثالثة درس مدى جدواها والوسيلة الأمثل لترويج مضمونها وتحقيق المطلوب. وأضاف: «إن التخطيط الاستراتيجي لعمليات التواصل مع الجمهور يحدد كيف يقوم المتحدث الرسمي بإيصال الرسالة الصحيحة بالشكل الصحيح، فالمتحدث الرسمي يتم تقويمه من خلال ما يقدمه من رسائل وما ينقله من معلومات نيابة عن الجهة التي يمثلها، وفي أوقات الأزمات يجب على الجهات الحكومية التنسيق في ما بينها لضمان نجاح المتحدث عبر تدفق سلسلة الأخبار العاجلة، وأن تكون جميع المعلومات صحيحة وتعطي القدر الكافي مما تبحث عنه وسائل الإعلام». من جهته، قال مدير تطوير الأعمال للقطاع الحكومي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «مايكروسوفت» خالد حازم: «يجب على المتحدث الرسمي أن يستوعب الجمهور، وأن يكون مستعداً لمتطلباتهم دائماً، وأن يكون متابعاً لجميع المنصات التي تعطي المعلومات التي تدعم جهوده وجهود الجهة التي يمثلها، كذلك يجب أن يتمتع بالقدرة على متابعة التغريدات، وأن يتواصل مع الجمهور بتفاعل وسرعة، وأعتقد بأن عدم تمكن المتحدث الرسمي من استخدام وسائل التكنولوجيا سيجعله في وضع صعب نتيجة لوجود شبكات الجيل الرابع، وبالتالي عليه التمرس على استخدام جميع الأدوات المتاحة لتسهيل مهمته ودعم التوجهات الرسمية سواء أكانت حكومية أم خاصة».