أكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) جاك ضيوف، أمام مُنتدى دوليّ للقطاع الخاص، نُظِّم لدرس قضيّة الأمن الغذائي وانتهى أمس، أن اتجاهات التخصيص والعَولمة الاقتصادية وتحوُّلات السلسلة الغذائية بأسرها، بِدءاً من المَزرعة إلى المائدة، إنما أضفت مزيداً من الأهمية على القطاع الخاص. وعُقَد مُنتدى القطاع الخاص في ميلانو على هامش أعمال مؤتمر القمّة العالمي للأمن الغذائي (قمة الجوع)، كحدث تمهيدي لها. وتُقدِّر «فاو» احتياجات الاستثمار للبلدان النامية من المساعدة الإنمائية الرسمية «أو دي آي» ب 44 بليون دولار سنوياً، تتكوّن من الاستثمار الأجنبيّ في قطاع الزراعة والخدمات المتممة مثل الخزن والمعالجة وغيرها... وأكد ضيوف أن من الدواعي المشجِّعة، رؤية اهتمام القطاع الخاصّ يتزايد في ما يخُص الزراعة. ولاحظ أن الاستثمار الأجنبيّ المباشر «أف دي إي» في القطاع تضاعف ثلاث مرات منذ عام 2000 من بليون دولار ليتجاوز 3 بلايين في 2007، لكنه بقي يشكل أقل من واحد في المئة من التدفّقات الكلية للاستثمار الأجنبيّ المباشِر على الصعيد الدولي. وشجَّع المدير العام ل «فاو»، شركات القطاع الخاص على الاستثمار لآجال طويلة وممارسة النشاط التجاري بهدف تطوير الأقاليم والمناطق، والتركيز حصراً على الاحتياجات التجارية الفورية وفُرص الأعمال الناجحة. ودعا الشركات الخاصة إلى الاستثمار في البُلدان التي لم تُجازف الشركات بعد للعمل فيها، بخاصة في مجالات الإمداد بالمُستلزمات وتوريد المنتجات وتطوير التصنيع الزراعي. وأوضح أن الشركات الدولية قد تنسق مع المشروعات المحليّة المتوسّطة والمحدودة النطاق، بمن فيهم مُجهّزو المُدخلات الزراعية وجِهات تصنيع الغذاء والمُوزّعون والمُسوّقون، بحيث يشكِّلون وسطاء مهمّين وجسراً مع منتجين محليين للسلع الأوّلية، ما يُتيح أيضاً مصدراً جيداً للعمال الريفيين ونمو الدخل المحلي لدى البلدان النامية. ويُشارك في أعمال منتدى القطاع الخاص في شأن الأمن الغذائي، الذي نُظِّم مشاركةً بين بلدية ميلانو والمنظمة، بالتعاون مع مُنظّمي معرض «ميلان إكسبو التجاري 2015»، كلٌ من وزير الزراعة وسياسات الغابات والغذاء الإيطالي لوكا زايا، وممثلون عن برنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد». ويضُمّ أكثر من 120 مسؤولاً تنفيذيّاً ومسؤولين رفيعي المستوى من مؤسسات المال والأعمال الدولية المُتابِعة لمختلف مراحل سِلسلة القيمة الغذائية، من إنتاجٍ وتسويقٍ وتوزيع. ويشكّل المنتدى فرصةً سانحة لمُمثلي القطاع الخاص، قبيل بدء أعمال مؤتمر «قمّة الجوع» من 16 إلى 18 تشرين الثاني (نوفمبر) في روما، لبَلورة رؤيةٍ واقعية حول الكيفيّات المطلوبة ليتمكّن القطاع الخاص من المُساهمة بفعاليةٍ قُصوى في الحرب على الجوع والفقر.