تلقي الاجواء المشحونة بظلالها على المواجهة بين المنتخبين المصري والجزائري غدا السبت في ستاد القاهرة الدولي التي ستحدد هوية المتأهل منهما الى نهائيات كأس العالم بكرة القدم, وذلك اثر الاعتداء الذي تعرض له لاعبو الجزائر في الحافلة التي كانت تقلهم من المطار الى الفندق مساء الخميس. وكان مجهولون اعترضوا حافلة المنتخب الجزائري بعيد مغادرته مطار القاهرة وراحوا يرشقونها بالحجارة ما ادى الى تهشم زجاجها واصابة ثلاثة لاعبين جزائريين بجروح في اليد والوجه. وصرح فالتر غاغ وهو ممثل للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) موجود في القاهرة لوكالة فرانس برس الجمعة ان ثلاثة لاعبين جزائريين جرحوا. واضاف ان الرئيسين المصري والجزائري حسني مبارك وعبد العزيز بوتفليقة اجريا محادثات حول الوضع. وقال فالتر غاغ المكلف اعداد تقرير الرسمي للفيفا حول الاحداث "اتضح لنا ان ثلاثة لاعبين جرحوا: خالد لموشيه في رأسه ورفيق حليش في حاجب عينه ورفيق الصايفي في ذراعه", مؤكدا ما ذكره وزير الشباب والرياضة الجزائري هاشمي ديار أمس الخميس. وأضاف غاغ "تعرض مدرب حراس المرمى لرضوض" واعتبر ان حافلة المنتخب الجزائري كانت "بحالة يرثى لها, بعدما كسرت ألواح الزجاج فيها, وظهرت على الأرض بقايا الزجاج وبقع الدم". واخذ هذا الاعتداء بعدا سياسيا حيث قامت السلطات الجزائرية باستدعاء السفير المصري في الجزائر الى وزارة الخارجية واعربت له عن استيائها مما حصل. وابلغ مجيد بوقرة امين عام وزارة الخارجية الجزائرية, السفير المصري عن "القلق الكبير للسلطات الجزائرية من هذه الحادثة وطلب منه بالحاح بان تتخذ السلطات المصرية جميع التدابير الضرورية حتى تضمن سلامة الوفد الجزائري وكذلك المشجعين الجزائريين الذين سافروا الى القاهرة لحضور المباراة". وأعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ان لاعبين عدة في صفوف المنتخب الجزائري تعرضوا للاصابة, كما "دان بشدة" الاعتداء الذي وصفه "بالخطير" وطلب من نظيره المصري احمد ابو الغيط "اتخاذ جميع التدابير الضرورية لضمان اقامة عادية لجميع اعضاء الوفد الجزائري". واكد مدلسي ان خبراء تابعين للاتحاد الدولي (فيفا) حضروا الى الفندق الذي يقيم فيه الوفد الجزائري من اجل الوقوف على الاضرار التي سببتها هذه الحادثة. واتهمت الصحف المصرية الصادرة الجمعة اللاعبين الجزائريين بتلفيق الحادثة على حافلتهم, كي يوتروا الأجواء قبل المباراة. واكدت صحيفة الاهرام الواسعة الانتشار ان اللاعبين الجزائريين هم من الحق الضرر بالحافلة. وكتبت "قام بعض اللاعبين بتهشيم زجاج الحافلة مدعين انهم استهدفوا بالحجارة". أما صحيفة "الشروق" فاعتبرت ان الحادثة باكملها "ملفقة", اما "الجمهورية" فكتبت ان "لاعبي الجزائر قاموا بالاعتداء على سائق الحافلة". وفي الجزائر كتبت صحيفة الوطن ان الحادث "كمين", مؤكدة ان "الخضر لن يستسلموا, في اشارة الى لون بزات الفريق الجزائري "على الرغم من العداء المصري". اما وزير الشباب والرياضي الجزائري هاشمي ديار فاعرب لاذاعة الجزائر عن اسفه "لهذه الحادثة الاليمة". واضاف "يتوجب على الاتحاد الدولي ان يأخذ التدابير اللازمة, لان ما حصل غير مقبول على الاطلاق على الرغم من ان هذه الحادثة لا يمكن ان تؤثر على العلاقة القديمة بين البلدين". واضاف "نحن شعب مسالم ولا نريد استفزاز احد". وفتح الاتحاد الدولي تحقيقا في الحادثة وهو سينتظر تقرير مراقب المباراة قبل ان يتخذ القرار المناسب اليوم على الارجح. وكان رابح سعدان المدير الفني للمنتخب الجزائري وصل الاربعاء الى الفندق الخاص بالفريق الاربعاء وسط حراسة امنية قوامها ثمانية أفراد من الحرس الوزاري الجزائري. وكانت السلطات في الدولتين عقدت اجتماعات دورية على مدار الاسابيع الاخيرة في محاولة لتخفيف الجو المشحون خصوصا في وسائل الاعلام في البلدين, التي دعتها وزارة الخارجية المصرية الثلاثاء وسائل الاعلام الى تجنب "الاستفزاز" في تغطيتها للحدث. وفي محاولة اخرى لتلطيف الاجواء قبل المبارة, نظم مساء الخميس بالقرب من القاهرة حفل غنائي بمشاركة "ملك الراي" الجزائري الشاب خالد والنجم المصري محمد منير, حضره بحسب المنظمين نحو 45000 شخص. وقال عمرو الخياط, وهو احد المنظمين, ان اجراء الحفل في هذا التوقيت "من شانه ان يسهم في خفض التوتر القائم". ويحتاج منتخب الفراعنة للفوز بفارق ثلاثة أهداف للصعود مباشرة الى نهائيات كاس العالم في جنوب افريقيا العام القادم أو التقدم بفارق هدفين والاحتكام لمباراة فاصلة في السودان في 18 الحالي.