ألقت القوات المسلحة السعودية أمس (الخميس) القبض على مزيد من عناصرالتسلل الذين انتهكوا حدودها الجنوبية المحاذية لليمن، وواصلت قصف مراكز تجمعات المسلحين، فيما قال مصدر سعودي أمس إن السعودية تستعين بنيران طائراتها الحربية ومدفعيتها لإقامة منطقة عازلة على الحدود يبلغ عمقها 10 كيلومترات لإبقاء المتسللين المسلحين بعيداً عن أراضيها. وأغلقت القوات المسلحة السعودية أمس الطريق الحدودية قبالة اليمن. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن ذلك تم بهدف تقدم القوات السعودية باتجاه عمق الحدود بشكل طولي. وكان مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز قال إن المنطقة الحدودية تم تطهيرها من المتسللين، «ومن يقترب منها فسيصبح في منطقة القتل» التي كان أعلنها في مستهل العمليات العسكرية الرامية لردع المتسللين وإجلائهم عن أراضي السيادة السعودية. وشدد الأمير خالد بن سلطان (الثلثاء) على «أننا لن نوقف الضربات الجوية حتى يعود المتسللون عشرات الكيلومترات من الحدود السعودية». وشنت القوات المسلحة السعودية أمس ضربات جوية ومدفعية كثيفة على مراكز تجمعات المسلحين، بما فيها نقطة في قمة جبلية عالية كانوا يستخدمونها لمراقبة تحركات القوات السعودية. وواصلت القوات البرية السعودية عمليات تمشيط مكثفة على الأرض الفاصلة بين حدود السعودية واليمن، مستخدمة آليات متطورة للكشف عن المتفجرات والألغام والأسلحة التي اعتاد المتسللون طمرها في البلدات وسفوح الجبال لتنفيذ مخططاتهم التخريبية في أوقاب لاحقة. ونسبت «رويترز» إلى المصدر السعودي الذي لم تسمِّه نفيه أن تكون القوات المسلحة السعودية تقاتل من داخل التراب اليمني، مشيراً إلى أن تضاريس المنطقة الحدودية داخل اليمن تكثر فيها السلاسل الجبلية التي يصعب معها نشر دبابات وبطاريات مدفعية. وزاد: «التعليمات ألا ندخل فعلياً في الأراضي اليمنية». وأشار إلى أن سفناً حربية سعودية بدأت تقوم بدوريات على الساحل قبالة شمال اليمن بمساعدة من الطائرات الحربية السعودية منذ ثلاثة أيام لمنع تدفق أي أسلحة متجهة إلى المسلحين. ونسبت قناة «العربية» إلى مصادر لم تكشف هويتها القول إن الدوريات البحرية المذكورة تتم داخل المياه الإقليمية السعودية. وكشف المصدر السعودي أن المتسللين الذين قبضت عليهم القوات المسلحة السعودية ضُبطوا وهم يحملون أسلحة خفيفة ويعانون من نقض التغذية. ووصفهم بأنهم «ليسوا في حالٍ قتالية». وذكر بيان لمتمردي اليمن أن مواقعهم تعرضت الليل قبل الماضي ل15 غارة جوية سعودية و145 صاروخاً. ولوحظ أن زعيم التمرد اليمني عبدالملك الحوثي بدأ يشن حملة «علاقات عامة» مكثفة لمناشدة الرياض وقف النار، إذ أجرى مقابلة مطولة مع صحيفة «النهار» اللبنانية، والإذاعة البريطانية (بي. بي. سي)، بل تحدث إلى قناة «العربية» الفضائية ليقول: «نناشد السعودية التفاهم ووقف العمليات». وفي القاهرة (أ ف ب)، أعرب وزراء خارجية 14 دولة عربية (الخميس) عن دعمهم للسعودية في مواجهة المتسللين الذين حاولوا الاعتداء على ترابها الوطني. وأعرب بيان صدر عن اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الذي عقد بمشاركة وزراء خارجية وممثلي 14 دولة عربية عن «التضامن مع المملكة العربية السعودية في الحفاظ على سيادة وسلامة أراضيها والتضامن معها في حقها المشروع للدفاع عن أراضيها وحماية أمن مواطنيها». واعلن الوزراء رفضهم أي تدخل إيراني في النزاع في اليمن، اذ شدد البيان على أن «الدول العربية قادرة على معالجة شؤونها بنفسها». كما أكدوا «ضرورة الحفاظ على سلامة الجمهورية اليمنية ووحدتها واستقرارها». وعلى صعيد آخر، نددت الجزائر أمس الخميس «بشدة باعتداءات» المتمردين اليمنيين على الأراضي السعودية، بحسب ما أورد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية نشرته وكالة الأنباء الحكومية. وجاء في البيان «أعربت الجزائر عن ادانتها وبشدة للاعتداءات التي يقوم بها المتمردون الحوثيون على سيادة وسلامة أراضي المملكة العربية السعودية»، مؤكدة «تضامنها المطلق» مع السعودية «في ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن أراضيها ومواطنيها». وأعربت الجزائر عن رفضها أي تهديد لأمن السعودية واستقرارها وعن الأمل في أن تتمكن المملكة من «احتواء الأزمة بأسرع ما يمكن». أول مولود في «مخيمات الإيواء»... سمّاه أبوه «عبدالله» - تقدّم نحو «العمق الحدودي»... وكشف مخابئ للسلاح - جنودنا البواسل في جازان يرسمون الوطن بفضائه «اللامتناهي» وعطائه «اللامحدود» - مبروك اليمني: أسأل الله أن يشل المسلحين كما شلّوا تجارتنا - صحف عالمية:السعودية ليست«سعيدة» بالنزاع مع «المتسللين»