انطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، في جولته الأولى في القارة الآسيوية منذ توليه منصبه، سعياً الى إعادة تأكيد الدور القيادي للولايات المتحدة هناك وتخفيف حدة الخلافات مع الحلفاء التاريخيين لواشنطن في القارة. ويزور أوباما اليابان في مستهل جولته التي تستمر تسعة أيام وتقوده الى الصين، حيث سيحاول معالجة العجز التجاري الكبير مع العملاق الآسيوي. وتقع على عاتق أوباما الذي سيزور أيضاً سيول وسنغافورة، مهمة تأكيد عمق العلاقة مع اليابان وكوريا الجنوبية بعد توتر ناتج من تداعيات حرب أفغانستان والملف النووي لكوريا الشمالية التي يُعتقد بأنها تشكل التحدي الأكبر للإدارة الأميركية في القارة. وفي وقت أقلعت الطائرة الرئاسية من واشنطن لتحلّق فوق ولاية ألاسكا والمحيط الهادئ، شددت مصادر الإدارة الأميركية على أن جولة أوباما ستعكس الأهمية القصوى التي توليها إدارته للعلاقة مع دول آسيا والمحيط الهادئ، ورهان البيت الأبيض على أن الرئيس الذي أمضى طفولته في أندونيسيا وهاواي، يملك قدرة على تمتين العلاقات مع العواصم الآسيوية. وفي رسالة ذات مغزى الى الصين، تجنب أوباما خلافاً للرؤساء الذين توالوا على البيت الأبيض منذ العام 1991، استقبال الدالاي لاما الذي زار واشنطن الشهر الماضي، وذلك حرصاً على عدم إثارة استياء بكين. وستكون الأزمة الاقتصادية العالمية والعلاقة الدفاعية والاستراتيجية مع دول آسيا، الموضوعين الرئيسيين في محادثات أوباما الذي يحضر قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبك) حاملاً وعوداً بإبقاء سياسات الإنعاش في مقابل الضغط من أجل التوصل الى اتفاق للتجارة العالمية العام المقبل. ورأى محللون ان رسالة اوباما الى نظرائه الآسيويين ستركز على محورية القارة الصفراء في اقتصاد القرن ال21 ومواجهة التحديات المشتركة، مع التشديد على القيادة الأميركية كمحرك للتعافي الاقتصادي. وأشار الخبير في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ستيفن شرايج الى «فراغ في القيادة الأميركية في آسيا تستفيد منه دول أخرى (روسيا والصين) وعلى أوباما إعادة ترسيخ هذه القيادة هناك». وأكد البيت الأبيض أن إحدى رسائل أوباما ستكون أن الولاياتالمتحدة هي «دولة ذات توجه آسيوي ومهتمة بدول المحيط الهادئ». ورأى شرايج أن الرئيس الأميركي سيسعى الى التغاضي عن المسائل التي تشكل محور خلافات مثل القواعد العسكرية الأميركية في أوكيناوا والتي تتصدر الخلافات مع طوكيو، إذ يريد محتجون يابانيون إزالة القواعد من الجزيرة، فيما تبدي واشنطن استعداداً لنقلها الى جزء آخر من الجزيرة اقل كثافة سكانية. كما سيبتعد أوباما عن إثارة مسائل حقوق الإنسان في الصين. ونوه مراقبون ب «الشجاعة السياسية» لدى الرئيس الأميركي في الذهاب في جولة طويلة الى الخارج، في وقت تثقل الهموم الداخلية، خصوصاً مسألتي حرب أفغانستان وخطة الضمان الصحي، كاهل ادارته. ومن المقرر أن يتخذ أوباما قرارات حاسمة في شأن التعزيزات العسكرية الى أفغانستان بعد عودته. وهو حطم الرقم القياسي نظراً الى عدد جولاته الخارجية التي ستصل مع هذه الجولة الى ثمانٍ زار خلالها 20 دولة خلال سنته الأولى في الرئاسة.