ألقت القوات المسلحة السعودية أمس القبض على مزيد من المتسللين الذين انتهكوا حدودها الجنوبية مع اليمن، وواصلت قصف مراكز تجمعات المسلحين، فيما قال مصدر سعودي إن السعودية تستعين بنيران طائراتها الحربية ومدفعيتها لإقامة منطقة عازلة على الحدود يبلغ عمقها 10 كيلومترات لإبقاء المتسللين المسلحين بعيداً عن أراضيها. وأغلقت القوات المسلحة السعودية أمس الطريق الحدودية قبالة اليمن. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن ذلك تم بهدف تقدم القوات السعودية باتجاه عمق الحدود بشكل طولي. وكان مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز قال إن المنطقة الحدودية تم تطهيرها من المتسللين، «ومن يقترب منها فسيصبح في منطقة القتل» التي كان أعلنها في مستهل العمليات العسكرية الرامية لردع المتسللين وإجلائهم عن أراضي السيادة السعودية. وشدد على «أننا لن نوقف الضربات الجوية حتى يعود المتسللون عشرات الكيلومترات من الحدود السعودية». وشنت القوات المسلحة السعودية أمس ضربات جوية ومدفعية كثيفة على مراكز تجمعات المسلحين، بما فيها نقطة في قمة جبلية عالية كانوا يستخدمونها لمراقبة تحركات القوات السعودية. وواصلت القوات البرية السعودية عمليات تمشيط مكثفة على الأرض الفاصلة بين حدود السعودية واليمن، مستخدمة آليات متطورة لكشف المتفجرات والألغام والأسلحة التي اعتاد المتسللون طمرها في البلدات وسفوح الجبال لتنفيذ مخططاتهم التخريبية في أوقاب لاحقة. ونسبت «رويترز» إلى مصدر سعودي لم تسمِّه نفيه أن تكون القوات المسلحة السعودية تقاتل داخل التراب اليمني، مشيراً إلى أن تضاريس المنطقة الحدودية داخل اليمن تكثر فيها السلاسل الجبلية التي يصعب معها نشر دبابات وبطاريات مدفعية. وزاد: «التعليمات ألا ندخل فعلياً في الأراضي اليمنية». وأشار إلى أن سفناً حربية سعودية بدأت تقوم بدوريات على الساحل قبالة شمال اليمن بمساعدة من الطائرات الحربية السعودية منذ ثلاثة أيام لمنع تدفق أي أسلحة إلى المسلحين. ونسبت قناة «العربية» إلى مصادر لم تكشف هويتها القول إن الدوريات البحرية المذكورة تتم داخل المياه الإقليمية السعودية. وكشف المصدر السعودي أن المتسللين الذين قبضت عليهم القوات المسلحة السعودية ضُبطوا وهم يحملون أسلحة خفيفة ويعانون من نقض التغذية. ووصفهم بأنهم «ليسوا في حالٍ قتالية». ولوحظ أن زعيم التمرد اليمني عبدالملك الحوثي بدأ يشن حملة «علاقات عامة» مكثفة لمناشدة الرياض وقف النار. وقال في مقابلات صحافية: «نناشد السعودية التفاهم ووقف العمليات». وفي القاهرة، اعرب اعضاء اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية عن «تضامن دولهم مع المملكة العربية السعودية في الحفاظ على سيادتها وسلامة اراضيها... وفي حقها المشروع للدفاع عن اراضيها وحماية امن مواطنيها». كما اكدت اللجنة في بيان، عقب اجتماعها امس في القاهرة: «ضرورة الحفاظ على سلامة الجمهورية اليمنية ووحدتها واستقرارها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». واصدرت الخارجية الجزائرية بيانا اكدت فيه أن «الجزائر تدين بشدة الإعتداءات الحوثية على سيادة وسلامة أراضي المملكة العربية السعودية وتؤكد تضامنها المطلق معها في ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها وأمن مواطنيها». كما تؤكد الجزائر»رفضها القاطع لأي مساس بأمن و إستقرار المملكة». وفي صنعاء، شددت القوات اليمنية خناقها على منطقة الملاحيظ، قرب الحدود السعودية، وبدأت تلاحق العناصر «الحوثية» التي هربت من المواجهات في منطقة الحدود. وقالت مصادر في محافظتي صعدة وعمران إن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على «مواقع مهمة» في الملاحيظ وسفيان. وكانت وحدات عسكرية وأمنية في محور سفيان شنت هجوما واسعا على مواقع المتمردين بالتعاون مع متطوعين من مقاتلي «الجيش الشعبي»، «وتمكنت من السيطرة على سودة بجاش وسودة الشنتري وجبل جتان وتطهيرها، من المجموعات المتمردة التي تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، طبقاً لما ذكرته مصادر محلية لموقع «26 سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع بالإضافة إلى ضبط كميات من الأسلحة والذخائر والمتفجرات كانت بحوزة تلك العناصر وتدمير سيارة تابعة لها. وقالت المصادر إن «قوات الجيش في جبل الزعلاء تصدت لمحاولة تسلل للعناصر «الحوثية»، وكبدتها خسائر فادحة وأجبرتها على الفرار بعدما لقي عدد كبير من تلك العناصر مصرعهم. من جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية ان عشرة مطلوبين في محافظة أبين (الجنوب) اعتقلوا، بينهم سبعة من عناصر تنظيم «القاعدة» الموالية للزعيم القبلي المتشدد طارق الفضلي. وفي ابين أدت اشتباكات بين مسلحين من «الحراك الجنوبي» وقوات أمنية إلى مقتل مراسل صحيفة «الوسط» أحمد عبد الرحمن الحيدري، كما تم تفجير صراف آلي لأحد المصارف في محافظة عدن. وقالت مصادر محلية في أبين إن «مدينتي جعار والدرجاج في مديرية خنفر بالمحافظة شهدت ليل الأربعاء - الخميس اشتباكات مسلحة وإطلاقاً كثيفاً للنار، على خلفية المواجهات التي نشبت في وقت سابق بين جماعة «جهادية» وقوات أمنية في جعار معقل للمتشددين الإسلاميين.