أغلقت القوات السعودية أمس الطريق الحدودي المطل على حدود اليمن بالكامل، للمرة الأولى منذ شن الهجوم على الجماعات المتسللة، وحولت المنطقة الممتدة على مسافة 30 كيلومتراً إلى منطقة عسكرية يحظر التجول فيها والدخول إليها. وقالت مصادر ل«الحياة» إن المنطقة تحولت إلى «منطقة عسكرية»، من أجل تقدم القوات السعودية باتجاه العمق على الحدود بشكل طولي، إلى جوار مراكز حرس الحدود الرسمية الموجودة هناك. وكشفت أن دوريات القوات البرية قبضت على أكثر من 20 متسللاً في المنطقة المحظورة المسماة منطقة «القتل». ووجهت القوات السعودية ضربات مركزة «جوية وبرية» على معاقل الحركات المتسللة على الحدود بما فيها نقاط تجمع حدودية لهم موجودة في قمة جبل «الدخان»، كانت تستخدمها هذه العناصر لمراقبة تحركات القوات السعودية وتنقلاتها. كما واصلت القوات البرية تمشيطها الأرض الفاصلة بين المدن الحدودية واليمن، واستخدمت أجهزة متطوّرة للكشف عن المتفجرات والألغام، كما واصلت لليوم الثالث على التوالي البحث عن مخابئ الأسلحة المدفونة في بطون أودية المدن الحدودية غير المحظورة، مثل «أحد المسارحة» المأهولة بالنازحين، وكذلك «وادي خلب» ومدينة «الدغارير». من جهة أخرى، نفذت أجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية وعلى رأسها أمن الطرق والشرطة، مسحاً ميدانياً كاملاً على العمالة الأجنبية التي تعمل في مراكز تعبئة البنزين ورعاة الأغنام وعمال البناء في هذه المدن. وشوهدت فرق الدوريات الأمنية محملة بعشرات المخالفين لأنظمة العمل والجوازات في السعودية، وقال مصدر أمني ل«الحياة» إن جزءاً منهم ربما يكون من المتسللين أو من المخبرين للمسلحين، مشيراً إلى أن تحقيقاً سيفتح معهم. وقال محافظ أحد المسارحة الدكتور متعب الشلهوب في حديث إلى «الحياة» أثناء جولة أمنية نفذها مع دوريات المحافظة: «يتم التأكد من هويات هؤلاء، كما يجري البحث عن مواطنين نازحين إلى البراري لضمهم إلى مخيمات الإيواء، وتقديم الخدمات الضرورية لهم من دواء وغذاء وغيره». ولفت إلى وجود تنسيق بين المحافظة ومسؤولي الزراعة في منطقة جازان لبناء حظائر للمواشي التي يملكها المواطنون «النازحون»، وأن المقاول بدأ في بناء المشروع، إضافة إلى وجود فرق طبية من وزارة الزراعة للتأكد من سلامة الثروة الحيوانية في المنطقة. ونفى محافظ «بني مالك» عيسى صدام الأنباء التي ترددت عن مساعدة المواطنين لرجال الأمن في القبض على المتسللين المسلحين. وقال ل«الحياة»: «لا صحة للمعلومات التي تقول إن مواطنين قبضوا على متسللين مسلحين، والصحيح أن من قبض عليهم لا يتجاوز عددهم 10، وهم متسللون لا يحملون أسلحة». ولفت إلى أن التسلل يحدث عن طريق المحافظة بشكل شبه معتاد، وأنه يتم تسليمهم للجهات المختصة للتحقيق معهم ومن ثم التعامل معهم بما تقتضيه الأنظمة، مشيراً إلى الدور الكبير الذي يبذله المواطنون في خدمة محافظتهم والتعاون مع رجال الأمن. إلى ذلك، واصلت إدارة الدفاع المدني في منطقة جازان بناء مزيد من مخيمات الإيواء في أحد المسارحة وتجهيزها بالكامل وسفلتة الطرق المؤدية إليها، إذ وصل عدد الخيام إلى أكثر من 450 خيمة حتى عصر أمس. وواصل عدد من مراكز التسوّق في منطقة جازان تقديم مواد غذائية مجاناً للمواطنين المحتاجين وبعض المبالغ النقدية.