لم تثنِ الاعتراضات التي قدمها «محتسبون» أول من أمس، على المشاركة النسائية في انتخابات مجلس إدارة «غرفة الشرقية» المرشحات الثلاث، اللواتي أكدن في تصريحات إلى «الحياة» استمرارهن في خوض السباق الانتخابي، على رغم انسحاب زميلتهن عقيلة مدخلي، لأسباب لا تمت بصلة إلى تلك الاعتراضات، إذ سبق إعلانها الانسحاب من الانتخابات، قبل ظهور الاعتراضات. وفيما لاقت الاعتراضات ردود فعل متباينة في الشرقية، بين الترحيب والرفض، أكدت مرشحات ان مشاركتهن تحظى بقبول واسع من الأوساط النسائية في المنطقة، إضافة إلى بعض الأوساط الرجالية التجارية، معتبرات ان الاعتراض على خوض المرأة الانتخابات «أمر لا يعكر صفو البرامج الانتخابية». وأكدت رئيسة لجنة سيدات الأعمال في الغرفة سعاد الزايدي، وهي إحدى المرشحات، أن «لكل عضو وجهة نظر، وعلينا احترامها، ولكن ليس علينا بالضرورة الأخذ بها»، معتبرة وجود العنصر النسائي في مجلس إدارة الغرفة «بات أمراً ضرورياً، وانخراط المرأة في العملية الانتخابية هو أحد حقوقها، والمجالات مفتوحة للمرأة طالما لم تخالف الشريعة الإسلامية». وقالت: «نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين، بيد أن الاعتراضات والآراء يجب أن يكون لها حدود، وألا يتم فيها التعدي على حقوق الآخرين»، معتبرة أن «كل خطوة نسائية تلاقي اعتراضات، وهذا الأمر ليس جديداً، وما يهمنا هو أن مشاركتنا لا تتعارض مع توجهات ولاة الأمر»، منوهة إلى أهمية «الدفاع والمثابرة من دون توقف». وأشارت المرشحة فوزية الكري، إلى أن ما حدث «لا يمكن التفكير به، فمن له اعتراض عليه التوجه إلى مجلس الوزراء، لتقديم اعتراضه، ونحن نحترم وجهات النظر، ولم نقم بأية مخالفة للشريعة الإسلامية وأنظمة الدولة»، مؤكدة: «سنمضي في «استكمال برنامجنا الانتخابي، من دون تردد، وأنشطتنا لن تتوقف، لأنني على قناعة بأهمية وجود المرأة في المجلس، لدعم سيدات الأعمال». وأضافت: «لن نأخذ في الاعتبار أية اعتراضات، خصوصاً أن المعترضين لا يمثلون جهة رسمية، وإنما هم طلبة علم يمثلون أنفسهم». بدورها، أكدت رئيسة مجلس شابات الأعمال أيلا الشدوي، أن «المملكة لا تشرع أمراً يخالف الشريعة الإسلامية»، مضيفة أن المرشحة دينا الفارس، وهي عضو في مجلس شابات الأعمال، «تحمل رسالة انتخابية لدعم صوت المرأة، وحل الصعوبات التي تواجهها، وستسهم مع بقية زميلاتها في حال وصولهن، في تقديم المشورة، وإيصال الرأي، فكيف تكون مشاركتهن حراماً؟». وذكرت الشدوي، أن «الخلط في المفاهيم الاجتماعية والشرعية يفرز عقبات عدة في وجه التطور والتقدم»، مشيرة إلى ان وصول المرأة إلى عضوية المجلس «لن يدر أموالاً عليها، فالهدف هو المشاركة في صنع القرار، لتكون المرأة شريكة فيه، فهي الأقدر على إيصال صوت بنات جنسها». وأشارت إلى أن البطالة النسائية «أصبحت مشكلة متفاقمة، فضلاً عن العقبات التي تواجه المستثمرات في الحصول على التراخيص، وغيرها من الأمور، والتي لن تحل إلا بقرار فاعل، تشارك فيه المرأة». يذكر أن 3 «محتسبين» قاموا أول من أمس بزيارة الى «غرفة الشرقية» لمناصحة المسؤولين فيها لمنع سيدات الأعمال من المشاركة في انتخابات الدورة المقبلة. وكان أحد المسؤولين في «غرفة الشرقية» (طلب عدم ذكر اسمه) أكد في وقت سابق أن انتخابات الدورة المقبلة لغرفة الشرقية تتم بإشراف ومتابعة مباشرة من وزارة الصناعة والتجارة وفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها في البلاد، مشيراً إلى أن دور غرفة الشرقية لا يتجاوز تأمين مواقع الترشيحات للناخبين، والتصويت في الانتخابات. ويأتي هذا التحرك بعد قبول ترشح 4 سيدات أعمال من فئة التجار في قائمة جمعت دينا الفارس وسعاد الزايدي وفوزية الكري وعقيلة مدخلي، وانسحبت الأخيرة اول من أمس.