على رغم الوجود العسكري الكثيف وأجهزة كشف الأسلحة والمتفجرات التي تمتلكها القنصلية الأميركية والمسح الجوي على مدار الساعة، إلا أن أسبوعاً لا يمر من دون تعرض مبنى القنصلية إلى قصف بقذائف الهاون من المسلحين، بحسب المهندس في مديرية الموارد المائية المجاورة للقنصلية الأميركية في بابل فلاح مهدي. يقول مهدي ل «الحياة»: «طلبنا من الادارة المحلية في المحافظة أن تجد بناية أخرى لنا في المحافظة لأن المنطقة الممتدة على كورنيش الحلة في بابل أصبحت في موضع خطر». ويضيف أن «الأميركيين، وبعد استلام أجهزة الأمن العراقية الملف الأمني، باتوا لا يستطيعون الخروج في الشوارع العامة والمجاورة لحماية القنصلية. فأصبحت قذائف الهاون تسقط عليهم، وتطلق من أماكن قريبة». يذكر أن القنصلية الأميركية في الحلة (مئة كيلومتر جنوب بغداد) تعرضت ليل الأربعاء الماضي إلى إطلاق قذيفة هاون من دون وقوع خسائر، بحسب مصدر في شرطة بابل. وقال مدير فوج طوارئ بابل المقدم مثنى المعوري ل «الحياة» إن «القنصلية الأميركية لمنطقة جنوب الوسط تعرضت في الساعة العاشرة من ليل الأربعاء إلى قصف بقذيفة هاون سقطت في محيط البناية من دون أن تتسبب بخسائر». وأضاف أن «القذيفة سقطت في شط الحلة في المنطقة التي يطل عليها فندق بابل السياحي الذي تتخذه القنصلية مقراً لها شمال المدينة». وأوضح أن «المكان الذي تتخذه القنصلية مقراً لها قاد الى تعطيل السياحة في المدينة، وخصوصاً أن كل الكازينوهات والمطاعم القريبة أقفلت، فضلاً عن عزوف المواطنين عن الاقتراب من منطقة الكورنيش». وأضاف أن قرار نقل القنصلية الأميركية من فندق بابل السياحي سيتم مطلع العام المقبل». وزاد أن «هناك اتفاقاً عقد مع الحكومة العراقية في هذا الخصوص»، لافتاً الى أن «القنصلية ستنتقل الى قاعدة كالسو الواقعة في ناحية جبلة الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شمال الحلة». ويرى عضو غرفة تجارة بابل مازن الحميدي في اتصال مع «الحياة» أن «وجود القنصلية الأميركية في فندق بابل المطل على نهر الفرات أوقف كثيراً من مشاريع الاستثمار في المنطقة السياحية». ويضيف: «وجدنا رغبة لدى كثير من المستثمرين العراقيين والأجانب في اقامة مشاريع سياحية من فنادق ومطاعم فاخرة في منطقة كورنيش الحلة، لكن وجود القنصلية في هذا المكان وتعرضها إلى اعتداءات باستمرار أثر في خطط المستثمرين». وكان فندق بابل الذي تتخذ منه القنصلية الأميركية مقراً لها مكاناً سياحياً مهماً لأهالي مدينة الحلة والمحافظات القريبة منها حيث تجرى حفلات الزفاف فيه والافراح والمناسبات الأخرى لاطلاله مباشرة على نهر الفرات. ويفيد مصدر في استخبارات بابل في تصريح الى «الحياة» أن «أجهزة الأمن كانت تعاني من مشكلة مناطق مثلث الموت شمال الحلة لكثرة المسلحين فيها وشنهم عمليات مسلحة». ويضيف: «لكن اتخاذ القنصلية الأميركية من فندق بابل مقراً لها، يسبب لنا مشكلات كبيرة وخصوصاً أن القصف يأتي من وسط الحلة وليس من شمالها»، مشيراً الى أن «المسلحين من الشيعة والسنة يشتركون في قصف القنصلية».