عام 1990 قرّر المصور شتيفان كوبلكام أثناء تجواله في ألمانياالشرقية، التقاط صور للشرق الألماني قبل الوحدة، ثم عاد بعد 10 أو 12 سنة ليلتقط من الزاوية ذاتها وبظروف تصويرية مشابهة صوراً للواقع الجديد والتغيرات المعمارية – الحضارية الطارئة بعد قيام الوحدة الألمانية. «التوقيت المحلي» هو اسم مشروع كوبلكام. وتعرض الصورة الضوئية فيه بموازاة معلومتها التوثيقية الدقيقة. الزائر للمعرض قد يكتفي بكشف خبايا التشويق البصري بين صورتين للمكان ذاته، من خلال بعض المدلولات التي يتركها الإنسان حوله، كسيارة قديمة من نوع «فارتبورغ» ما زالت في احدى الصور متوقفة أمام منزل خاو، أو استبدال سيارة من طراز «ترابانت» الألمانية بأخرى أكثر حداثة في لقطة للشارع ذاته. تظهر الصور بالأبيض والأسود والمعروضة في مركز «غوته» في دمشق، تحولاً في واجهات بعض الأبنية السكنية، وبعض الأبنية العامة. ويمكن المدقّق في الصور أن يكتشف تفاصيل غائبة عبر المعلومة التي أرفقت في كتاب «التوقيت المحلي» الذي نشر عام 2006، على المجلة الإلكترونية «أكسل منجس»، مع توقيع مؤلفه «لودجر ديرينتال». ويوضح ديرينتال في الكتاب أنه «لم يكن من السهل على كوبلكام أن يحدد المكان الذي التقط منه الصورة بمنتهى الدقة، لأنه خلال السنوات الأولى من الوحدة الألمانية تغير الكثير، فلم يتم فقط تجديد واجهات البيوت بل أحياناً كان يتم تغيير مسار شارع بكامله». ويشير الكتاب أيضاً إلى مباشرة عملية كبرى لجمع كل ما ينتمي الى تلك الفترة وتوثيقه في المتاحف، كما حصل مع جمع وحفظ سجلات جهاز المخابرات المعروف باسم «ستازي». أما كوبلكام فتوجه في أرشفته البصرية إلى رصد المباني التي يعود طابعها المعماري إلى فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، مثل لقطة لذلك المنزل الفخم من عصر الباروك في شارع هيرينغ في باوتسن، أو أخرى لشارع باكن في هالبرشتادت والتي تدل على تدمير المدينة العائدة إلى العصور الوسطى خلال قصفها في نيسان (أبريل) عام 1945. ما عرضه كوبلكام شاهد على بعض المدن الألمانية، وشوارعها، مثل: «شارع بوج في جورليتس، شارع رجيرونج في إرفورت، شارع جايست في هالي، شارع لانجى في بيرنا، حي بارفوس / ديتريشرينج في ليبزيج». بينما حضرت شوارع برلين بقوة، ومنها: «مارين، وإنفاليدن، وشون هاوزر الجديد، وتوخولسكي/ أوغوست». إضافة إلى أفنية هاكي في شارع روزينتالر. أما حضور الإنسان فكان ضئيلاً في تكوين صورة كوبلكام من خلال حركة سريعة لبعض المارة توحي بأنهم أشبه بكائنات غير مرئية.