أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أن السعودية «كنز من كنوز الدنيا لم يستكشف بعد»، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل على توفير «التجربة السياحة المتكاملة» للسائح السعودي، وكشف أن الهيئة اتفقت مع منظمة السياحة العالمية على تنظيم ملتقى السفر والاستثمار السياحي في دورته الثالثة العام المقبل. وأوضح أن خطة الهيئة منصبة على تطوير السياحة الوطنية للمواطنين وقال: «لا نستطيع أن نفتح باب السياحة الخارجية، ونحن لم نحقق جزءاً من متطلبات المواطنين، والسوق الرئيسية المستهدفة لدينا هي سوق السياحة الوطنية، لأنها ثابتة ومستقرة وغنية». وقال خلال مؤتمر صحافي مساء أول من أمس عقب افتتاح الدورة الثانية لملتقى السفر والاستثمار السياحي في الرياض إن الهيئة تبحث مع هيئة الطيران المدني وشركات الطيران العاملة في المملكة خطة النقل الجوي خلال صيف هذا العام، ونأمل بأن يستمتع المواطنون ببلادهم، وذلك بالحصول على العروض السياحية المميزة، وأن يصلوا إلى الوجهات السياحية بأقل كلفة ومجهود. وحول تصنيف الفنادق والشكوى من ارتفاع أسعارها قال: «المواطن لا يشتكي من الأسعار بقدر ما يشتكي من أنه يدفع أموالاً نظير خدمات متواضعة، ومشروعنا هذا العام هو تصنيف الإيواء السياحي وإطلاقه من جديد بشكل كامل». وأضاف أن الهيئة ستعلن عن البرنامج الاستثماري المتكامل للقرى التراثية قريباً، والذي يتضمن مصادر تمويلها، ووقعت الهيئة في هذا الجانب مع بنك التسليف اتفاقاً لتسليف أصحاب المنازل التراثية الراغبين في ترميم منازلهم. وأشاد بتفاعل الشركاء مع مشروع القرى التراثية في مشروع الغاط، إذ قدم الشركاء ما يربو على 50 مليون ريال لصالح البلدة القديمة هناك، واعتمد وزير النقل ربط البلدة القديمة بالطريق السريع في مشروع تبلغ كلفته 30 مليون ريال، وهذا العام خصصت وزارة الشؤون البلدية موازنات للعناية بالتراث العمراني للمرة الأولى في تاريخ المملكة، وسنبدأ في هذا الجانب من خلال تأسيس 3 جمعيات تعاونية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وتحت مظلتها يسهم ملاك المنازل في القرى التراثية بمنازلهم وممتلكاتهم وتحت مظلتها أيضاً يتم إنشاء الشركة الاستثمارية وهي الذراع الاستثمارية للجمعية التعاونية. وبين أن الهيئة رفعت للدولة برنامج إعادة تمويل الفنادق بالتعاون مع وزارة المالية، إذ إن قطاع السياحة يحتاج إلى التحفيز، فمشكلة قطاع السياحة أن السائح عندما يزور منطقة جميلة وفيها كل المقومات وتكون نائية، لا يقبل ملاك الفنادق على إقامة فنادق بها، لقلة التدفقات السياحية، ويأتي هنا دور الدولة في تحفيز إنشاء أماكن إيواء. وعقدت أمس جلسة بعنوان «الصناعة الفندقية في المملكة العربية السعودية.. جذب الاستثمارات وتحقيق مستويات عالية من الجودة في الخدمات والأداء»، أكد خلالها الرئيس التنفيذي لشركة «فاست فيوتشر رسيرش رويت تالور» أنه تم استثمار 30 بليون ريال في السوق السعودية بنهاية 2007، إضافة الى 5 ملايين ريال في المدن الصناعية، مشيراً إلى أن المستهدف توفير 900 ألف وظيفة، بما يعادل 4 في المئة من العاملين في الدولة، الى جانب الوصول بعدد السياح في 2020 الى 88 مليون سائح. وتناول رئيس منظمة المطاعم والفنادق العالمية الدكتور غسان عايدى خلال الجلسة محور «الفندقة والتنمية المستدامة»، وقال إن 50 في المئة من الأشخاص لا يفهمون معنى التنمية المستدامة. وأضاف أن السعودية متعددة في المصادر ولديكم 200 يوم تتمتعون فيها بالشمس والدفء وهذا مطلب للسائح، مشيراً إلى أن الفنادق يجب أن تتقيد بالتشريعات المحلية ويكون لدى العاملين فيها الخبرة والثقافة والقدرة على التعامل مع الزبائن. وعن المحور الثالث للجلسة وموضوعه «التجربة السعودية في الاستثمار الفندقي.. الرؤى.. الخطط المستقبلية.. والدروس المستفادة»، تحدث الرئيس التنفيذي لمجموعة الحكير للسياحة والتطوير ماجد بن عبدالمحسن الحكير عن الاستثمار الفندقي في السعودية، وأكد أن قطاع الفنادق شهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة. وتناول الحكير العديد من المعوقات التي تعاني منها الفنادق وعلى رأسها الحاجة الى الدعم وتدخل وزارة التجارة قبل انتقال القطاع الى الهيئة في تحديد أسعار الغرف وندرة الكفاءات السعودية، مع عدم تخريج الجامعات لكوادر في هذا القطاع وصعوبة الحصول على التمويل اللازم، إضافة الى ارتفاع كلفة شريحة الكهرباء.