استخدمت القوات المسلحة السعودية نيران المدفعية ضد المتسللين المسلحين في عدد من المواقع على حدودها الجنوبية مع اليمن، فيما دخلت المواجهات مع العناصر المتمردة مراحلها النهائية بزحف القوات المسلحة صوب الخط الحدودي الأخير لتعزيز سيطرة رجالها على الأراضي السيادية السعودية. وكان مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أعلن أول من أمس أن السعودية ستواصل القصف الجوي لمواقع المتسللين إلى أن ينسحبوا عشرات الكيلومترات وراء الحدود السعودية، مشدداً على أن من يقترب منهم من المنطقة الحدودية «فسيصبح في منطقة القتل» التي أعلنتها السعودية قبل أيام على حدودها مع اليمن. وواصل الطيران السعودي قصف مواقع المتسللين، فيما استمر هؤلاء في تسليم أنفسهم للسعوديين. وعثرت القوات المسلحة السعودية على مزيد من الأسلحة «المدفونة» في بلدات تم إخلاؤها من سكانها إثر اندلاع المواجهات. ورصد أمس (الأربعاء) تبادل كثيف للنار بين القوات المسلحة السعودية ومتسللين مسلحين في قرية «الخوبة» التي أرغمت المواجهات سكانها على النزوح منها. وأسفرت الاشتباكات عن القبض على عدد من المتسللين، ومصادرة أسلحة ثقيلة وخفيفة. وقال مدير الدفاع المدني المكلف برعاية مخيمات الإيواء في جازان اللواء عادل زمزمي إن عدد المدنيين السعوديين الذين تسببت أحداث التسلل في تشريدهم يصل إلى 6 آلاف مواطن. وواصلت القوات المسلحة تمشيط البلدات التي تم إخلاء سكانها اذ عثرت على كميات من الأسلحة مدفونة في بطون أودية وعلى سفوح جبال وعرة الطرق. وعلمت «الحياة» أن القوات السعودية أسرت أكثر من 2300 متسلل خلال الأيام الثلاثة الماضية في المنطقة العسكرية المحظورة على الشريط الحدودي مع اليمن، وقال متحدث رسمي ل «الحياة» إن أحد المتسللين ضبط بحوزته جهاز للتنصت. وقال رئيس مركز الطوال الحدودي السعودي علي الكاملي ل «الحياة» أمس إن الأحداث لم تؤثر في حركة العبور في هذا المنفذ، إذ عبره أكثر من 10 آلاف حاج يمني خلال الأسبوع الماضي. وذكر أن تعليمات الجهات السعودية العليا تقضي بعدم تعطيل إجراءاتهم وسرعة إنجازها. وأوضح الناطق باسم قطاع «المجاهدين» خالد بن قزيز ل «الحياة» أن بين المتسللين الذين تم احتجازهم مواطنين يمنيين أرغمتهم حركة التمرد الحوثي على الانضمام لعمليات التسلل، وفي حال رفضهم يتم تهديدهم بالاعتداء الجسدي والقتل. تغطية موسعة