دخلت مواجهات القوات السعودية مع المسلحين المتسللين مراحلها النهائية، بعد أن فرضت القوات المسلحة سيطرتها على كامل الشريط الحدودي مع اليمن، وقدمت المساندة الخلفية لرجال حرس الحدود في مراكزهم المعتادة سابقاً. وأفادت معلومات حصلت عليها «الحياة» بأن القوات السعودية بدأت تزحف إلى خط الحدود النهائي بجوار رجال حرس الحدود كنوع من بسط الثقة والقوة على جميع الخطوط الحدودية مع اليمن، فيما واصلت الطائرات الحربية السعودية قصف مواقع التجمعات ومعاقل «المسلحين» ابتداء من ظهر أمس إلى حين توقفها في الساعة السادسة مساءً. ودخلت أعداد كبيرة أمس من المسلحين في مرحلة «إلقاء السلاح»، وسلم العشرات منهم أنفسهم إلى رجال حرس الحدود السعوديين الذين توزعوا على طول الشريط الحدودي مع اليمن. وشاهدت «الحياة» أمس في جولة ميدانية نفذتها على «جبل الدخان» برفقة دوريات أمنية عمليات قبض على 8 متسللين، عصبت أعينهم وقيدت أيديهم، بينما كان المعتقلون من المتسلحين في حال ارتباك واضحة وإرهاق شديد جراء القصف الليلي التي تشنه الطائرات السعودية على معاقلهم. ولوحظ أن أعمار الأسرى لا تتجاوز 25 عاماً وجميعهم من أصحاب البنية الجسمانية الضعيفة. وعلمت «الحياة» ان افراداً من المسلحين يعمدون إلى إخفاء أسلحتهم قبل وصول رجال حرس الحدود لهم في محاولة يائسة لتضليل الجيش، ليتم القبض عليهم على أنهم مجرد متسللين عاديين. وقال مسؤول أمني تحدث ل «الحياة» إن القوات السعودية لا تأخذ مبدأ «حسن النية» مع جميع من يقبض عليهم، خصوصاً في المنطقة الحدودية المحظورة التي تقع فيها المواجهات ويعرفها كل من يأتي من اليمن، والتي كان فيها مراكز للعناصر التخريبية التي تلاشت الآن. وأضاف أن العناصر التخريبية تتخذ «تكتيك» إطلاق النار الخفيف، ومن ثم الهروب والتراجع إلى الخلف، نظراً لعدم تمكنها من مواجهة القوات السعودية. إلى ذلك، واصلت القوات السعودية أمس عمليات تمشيطها للقرى السعودية «الحدودية» التي غادرها أصحابها إلى مراكز الإيواء، ووجدت كميات كبيرة من الأسلحة مدفونة في بطون أودية قديمة، وبجانب الجبال الحدودية بطرق صعبة، يرجح أنها عائدة للمتسللين المسلحين في محاولة منهم لتنويع مراكز تموينهم. وعلمت «الحياة» أن القوات السعودية أسرت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أكثر من 300 متسلل في المنطقة المحظورة المعلن عنها والممنوع التجول فيها، وفُتح التحقيق معهم حالياً. إلى ذلك، تواجدت «الحياة» في مركز الطوال الحدودي مع اليمن، حيث حضرت عمليات التمشيط المتواصلة للشريط الحدودي مع اليمن. وقال رئيس المركز علي الكاملي ل «الحياة» إن المنفذ لم يشهد سوى حالات تسلل معدودة، مؤكداً ان الجهات الأمنية قبضت عليهم جميعاً. ولفت الكاملي إلى أن أكثر من 10 آلاف حاج يمني عبروا المنفذ الجمركي طوال الأسبوع الماضي بمعدل يومي يصل إلى 2000 حاج، وتم التعامل معهم بكل يسر وسهولة، لوجود توجيهات بسرعة إنجاز أمورهم للدخول للمملكة. وأكدت مصادر أمنية أن الجيش السعودي وحرس الحدود، تبادلا إطلاق النار في بعض المواقع الحدودية، بعد رصد متسللين، وتم تضييق الخناق عليهم، فيما تم ضبط أكثر 10 متسللين في ثلاثة مواقع مختلفة، عثر مع بعضهم على أسلحة ثقيلة من عيار آربي جي ورشاش «عيار 50». وأوضحت المصادر، أن الجنود السعوديين تمركزوا منذ لحظة اعتداء مسلحين في قرية الخوبة، وتحويلها إلى منطقة عسكرية، وفرضوا حظر التجول فيها عقب إخلائها من السكان، ووقعت اشتباكات فجر أمس بالقرب من جبل دخان، مع متسللين أطلقوا النار على رجال الأمن على الشريط الحدودي. وقالت المصادر إن القوات السعودية ردت عليهم بالمثل بعد تحديد مواقعهم، التي باتت مساحتها تتقلّص مع مرور الساعات، عبر إطلاق القذائف الأرضية على أسفل جبل دخان. وأشارت إلى أن المسلحين يستخدمون ساعات ما قبل الفجر في تنفيذ مخططاتهم على الشريط الحدودي، إلا أن الجنود السعوديين كانوا لهم بالمرصاد. وأضافت: «قبض على خمسة من المتسللين يحملون أسلحة مختلفة معظمها من نوع رشاش في قرية «الهبمجة» التابعة لمحافظة أحد المسارحة، ومثلهم في جبال بني مالك يحملون قاذفات «آر بي جي»، وفي جبال العارضة قبض على مجموعة من المتسللين أثناء دخولهم للحدود».