تعقد لجنة المبادرة العربية للسلام اجتماعاً طارئاً اليوم برئاسة قطر وعضوية مصر والسعودية وفلسطين والأردن وسورية ولبنان والمغرب واليمن وتونس والجزائر والسودان والبحرين والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لمناقشة ما آلت إليه عملية السلام في ظل التطورات الأخيرة والعثرات التي تضعها إسرائيل أمام استئنافها، والموقف الفلسطيني بعد إعلان الرئيس محمود عباس أنه لن يخوض الانتخابات المقبلة. وقالت مصادر في الجامعة إن «اللجنة الوزارية ستصدر بياناً منفصلاً يطالب الرئيس الفلسطيني بعدم التنحي والاستمرار في قيادة السفينة، ودعمه في مواقفه الرافضة لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل من دون وقف الاستيطان». وسيناقش الوزراء مذكرتين مقدمتين من السلطة الفلسطينية ومن الأمين العام للجامعة تؤكدان «وصول المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية إلى طريق مسدود وتراجع حل الدولتين»، وأن «هناك جدلاً واسعاً في شأن مستقبل عملية السلام برمتها وإمكان نجاحها في تحقيق التسوية السلمية المنشودة في ظل سياسة التسويف والمماطلة التي تنتهجها إسرائيل واستمرارها في رفض مبادرة السلام العربية بكل عناصرها ومكوناتها والتعامل معها انتقائياً والقبول ببعض بنودها (التطبيع) ورفض البنود الأخرى المتعلقة بالقدس واللاجئين والحدود». وتنتقد المذكرة الصادرة من الجامعة «استمرار إسرائيل في تهويد القدس وتكثيف الاستيطان وتقطيع أوصال الضفة الغربية، ما يجعل من المستحيل إقامة دولة متصلة قابلة للحياة». وتحذر من أن «إسرائيل تحاول فرض السلام بالقوة المسلحة وسياسة الهيمنة والأمر الواقع وتقويض كل الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لاستئناف مفاوضات جدية وحقيقية ضمن جدول زمني محدد يؤدي إلى الوقف التام للاستيطان وإنهاء الاحتلال وتحقيق التسوية السلمية». واعتبرت المذكرة التي أطلعت عليها «الحياة» أنه «لا يوجد أي إرادة إسرائيلية حقيقية لتحقيق التسوية السلمية وإيجاد حلول لقضايا الوضع النهائي». وأيدت الجامعة موقف عباس الرافض لاستئناف المفاوضات من دون وقف كامل للاستيطان «بما في ذلك ما يسمى النمو الطبيعي وإزالة البؤر الاستيطانية والرفع الكامل لكل أشكال الحصار». واعتبرت أنه «لا يمكن العودة إلى التفاوض على القضايا الجزئية والفرعية، بينما القضية الرئيسة وهي قضية إنهاء الاحتلال غائبة وإسرائيل تزيد من تعقيدات الأوضاع على الأرض». وأكدت أنه «لا يمكن الوصول إلى سلام عادل وشامل طالما استمرت إسرائيل في تعنتها ورفضها للمبادرة العربية». ونفت مصادر عربية أن يكون هناك توجه عربي لسحب المبادرة في الوقت الحالي، لكنها قالت إن «هناك تقويماً ومراجعة للاستراتيجية العربية وخطة التحرك إزاء مسار جهود إحياء السلام، وستعرض الخيارات كلها وخطوات التحرك العربي المقبلة... والمبادرة لن تبقى على الطاولة إلى الأبد».