يقدم مصمم الأزياء السعودي «قاسم القاسم» ابداعاته من خلال مجموعة فساتين ساحرة تنقل مشاهدها إلى قلب الحضارة الأندلسية العريقة، الحضارة التي نقلت الغرب إلى عصور ذهبية ما زالت هذه الدول تقطف ثمارها، فمن بنايات قرطبة عاصمة الأندلس، اقتبس القاسم الرسومات والتصاميم الهندسية، وأعاد رسمها وقصها على مجموعة الفساتين التي يقدمها، كأنها تحف فنية عتيقة، ومن أشبيلية الساحرة مزج القاسم ألواناً وأقمشة ذات فن رفيع يتحلى بالأناقة والإشراق كما هي البنايات الفنية التي امتزجت مع جمال وسحر الأرض التي عمرها المسلمون قرابة 800 عام، مقدماً تصاميم تتماشى مع كل المناسبات وتوفق بين الأناقة والموضة، فترافق المرأة في كل مناسباتها الرسمية والخاصة. ففي هذه الأيام يقدم القاسم تشكيلته الجديدة لموسم خريف وشتاء 2009-2010، تحمل بطياتها مساحات من اللمسات الإبداعية الرفيعة، والتي تحمل اسم «المرأة الأندلسية» على القماش الأحمر النابض بالحيوية، وركز على درجات ألموف التي تزيد المرأة أناقةً وجمالاً، وقدم لون السماء والبحر الصافي «الأزرق» على أطراف تشكيلته لتعكس تموجاً يخطف الألباب، حيث زاوج القاسم هذه الألوان بدقة متناهية مع التفتا الحرير، والمخمل والبروكيت واللايكرا والجو رجيت والشيفون المصبوغ بألوان ساحرة، والتي اختص بها «دار شالكي»، مقصوصة بقصات تغازل جسد المرأة، مخرجةً للعيان لوحة فنية متناسقة الإطراف. أما جلابيات «شالكي» فالحديث يطول عنها، فتصاميمها وألوانها لا متناهية التعبير، حيث لم يغمض القاسم عيناه عن ماضي وحضارة الأندلس الذي نسيه أو تناساه الكثيرون، لا لشيء سوى أن التاريخ لا يكتب إلا المنتصرون، ولكن القاسم عاد بإيمانه ويقينه ليقتبس إرثها العمراني أشكالاً وتقاسيم قلما توجد في أي مكان أخر في العالم، فأبدع في قصاتها وألوانها المبهرة، ليقدم إلى أميرة «شالكي أصالةً وفناً وذوقا عالياً لتسعد به.