كشف عدد من النازحين اليمنيين الفارين من جحيم المواجهات الحالية بين الجيش السعودي ومسلحين متسللين، ممارسات «غير إنسانية» مارسها المسلحون اليمنيون تجاههم، عندما كانوا يحاولون اجتياز الحدود باتجاه السعودية. وأكد أنهم كانوا يقطعون الطرق عليهم، ويفتشونهم بشكل مخزٍ، غير محترمين لإنسانيتهم ولنسائهم، مشيرين إلى أنهم سرقوا منهم الأغنام. وقال مواطنون يمنيون نزحوا من بلادهم إلى المملكة ووصلوا بعد مسيرة ثلاثة أيام على أقدامهم أن «المتسللين» مارسوا أعمالاً «لا أخلاقية» معهم، وقاموا بسرقتهم، وتجريدهم من كل ما يملكون من أدوات منزلية وأغنام وإبل، وما معهم من أموال. ويوضح المواطن اليمني يحيى عبيد في حديث مع «الحياة» أن أكثر من 30 عائلة قدمت من مدينة «الملاحيط» قريبة من الحدود اليمنية - السعودية، وأنهم قرروا اللجوء للمملكة، بعد الإرهاب الذين تعرضوا له من جماعات المسلحين في اليمن، بعد اعتراضهم وتفتيشهم وسرقتهم. وأضاف: «كانت الأسلحة كثيرة معهم وكان لهم قائد عن كل فرقة ومعظم أعضاء الفرق من الأطفال المسلحين بأسلحة ثقيلة». ويؤكد المواطن اليمني صالح صلاح أنه شاهد بعينه رجالاً من الحوثيين يعتمدون على خطف الأطفال وإجبارهم على الانضمام لجماعتهم وتسليحهم لينفذوا مخططاتهم المطلوبة. بدوره، يقول علي معيوف (يمني نازح) تحدث ل«الحياة» أمس بعد وصوله للمملكة إن المسلحين استخدموا سياسية الظلم والبطش بالمواطنين اليمنيين المسالمين في القرى الحدودية مع السعودية، وأن أكثر المواطنين اليمنيين نزحوا باتجاه المملكة لأنه لم يعد لديهم أي خيار آخر، بعد أن حاصرهم المسلحون من الجهات الأخرى، وأشهروا في وجوههم السلاح وسرقوا ممتلكاتهم، مشيراً إلى أن كثيراً من الأسر أخفت أطفالها خشية تعرضهم للخطف الحاصل من هذه الجماعة. وعن تعامل المملكة معهم منذ دخولهم إلى أرضها، قال معيوف: «لم نجد منهم إلا كل خير، كان التعامل معنا إنسانياً من رجال حرس الحدود السعوديين الذين قابلناهم، فسهلوا علينا عملية دخولنا بعد تفتيشنا والتأكد من أننا مسالمون وأننا هاربون من المواجهة ومن بطش المسلحين».