حاصر الأمين العام لجائرة الملك فيصل العالمية الدكتور محمد العثيمين، المحاضر أولريش ميلرت بالأسئلة، طالباً منه أن يبرر له السبب الذي يدفع ألمانيا إلى تقديم تعويضات لليهود حتى يومنا هذا، «بينما لا تقدم الشيء نفسه للمسلمين، على رغم ما سببته من ضياع لحقوقهم، خصوصاً ما جرى في فلسطين، وتسهيل مهمة إيجاد كيان للدولة العبرية هناك، بل هي ما زالت تدعم الحروب التي تجري ضدهم، كحرب أفغانستان، وتراخي موقفها من الحرب على العراق»، ولم تكن هذه المداخلة الوحيدة التي أثارت الموضوع، بل ان غالبية المداخلات كانت تتساءل ما الذي قدمته ألمانيا للمسلمين منذ وحدتها وحتى الآن؟ جاء ذلك في الندوة التي عقدت مساء الثلثاء الماضي في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بعنوان «التغلب على دكتاتورية ألمانياالشرقية... أسباب مسيرة الثورة السلمية»، وذلك بمناسبة الذكرى ال20 لسقوط جدار برلين، الذي كان يفصلن بين الألمانيتين. وحاول الدكتور ميلرت المراوغة في رده على سيل الأسئلة الجارف، فقال: «إنها أسئلة معقدة ونحن لا نريد أن نركّز النظر على اليهود أو العرب أو حتى الألمان، نحن نريد ألا نبرر العنف»، مضيفاً: «وكل ما نحن فيه الآن ويمرّ علينا أو مرّ علينا في الماضي يجب أن ندعه للتاريخ، لكي يقول كلمته الفصل، لأنه يحتاج لترابط العوامل بعضها البعض، لذلك علينا في هذه المرحلة أن نعمل على التفاهم بين الدول، وأن نقر بأن هناك تقصيراً من جهتنا نحن الألمان في تناول قضايا العرب والمسلمين، كوننا نركّز على التاريخ الأوروبي أكثر من غيره». وتسببت هذه الإجابة في استياء عدد من الحاضرين، الذين عبّروا عن ذلك بالحديث الجانبي، وعدم الانشغال بحديث المحاضر، وحاول ميلرت أن يقدم نبذة بسيطة عن الثورة السلمية في ألمانيا، من خلال استعراض أهم الأحداث التي أدت إلى ذلك، معتبراً أن ما قام به الشعب الألماني مجهود عظيم، ولولاه لما حدث شيء، واعتبر أن غياب عنصر الإصلاح والطغيان الدكتاتوري، وتردي الأوضاع المالية من أسباب تزايد حقن الشعب في ألمانياالشرقية، ما دفعهم للنضال للظفر بحقوقهم. وعرض في ختام المحاضرة فيلم قصير يوثق لأهم لحظات هدم جدار برلين.