أوصى رئيس «مجموعة الصداقة الفرنسية - السورية» في مجلس الشيوخ الفرنسي السيناتور من الحزب الحاكم فيليب ماريني، في تقرير أعده بتكليف من الرئيس نيكولا ساركوزي عن مواضيع ثلاثة هي الاستثمارات الفرنسية في الخليج والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والعلاقات السورية - الفرنسية الجديدة التي بدأت منذ سنة 2007، ب «تقويم آثار التقارب مع دمشق، تحديداً على الوضع اللبناني، بحيث تكون هناك سياسة فرنسية حيال سورية وأخرى حيال لبنان». وقال ماريني خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في معهد العالم العربي في باريس، إنه التقى في إطار هذه المهمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرؤساء السوري بشار الأسد واللبناني ميشال سليمان والإسرائيلي شمعون بيريز والتركي عبدالله غل، إضافة إلى رئيسي وزراء قطر حمد بن جاسم والأردن نادر الذهبي. وذكر أن التقرير الذي لن ينشر «يوصي على صعيد العلاقة مع دمشق، بأن تكون فرنسا جاهزة للعمل مع تركيا على وساطة بين إسرائيل وسورية من أجل التوصل الى سلام بين البلدين، علماً بأن تقدماً كبيراً كان أحرز على هذا الصعيد لولا حصول مأساة غزة». وأشار الى أن على فرنسا أن تستعد للعمل مع تركيا على جولة جديدة من المفاوضات، داعياً إلى فصل العلاقة الفرنسية - السورية عن العلاقة مع لبنان. ورأى أن «العلاقة الجديدة أدّت الى نوع من الاستقرار في لبنان، وأفادت المؤسسات اللبنانية وأدت إلى تشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري». وتابع أن «المطلوب استخدام الورقة السورية للمساعدة على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأيضاً الحرص على حسن سير النهج القضائي المتعلق باغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري». ورأى أن «التداخل في العلاقات السورية - الإيرانية من شأنه أن يكون مفيداً على صعيد التعامل مع مجموعة من القضايا». واعتبر أن الأولوية في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي «تقضي بالعمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية». ولفت إلى أنه أوصى في تقريره بمواكبة التطور السياسي ل «حماس» بما يتيح لها التوصل إلى اعتراف الأسرة الدولية بها ومساهمتها في شكل كامل في المؤسسات المنبثقة عن اتفاقات أوسلو. وشدّد على أنه يوصي بالمواكبة من دون أن يحدِّد أسلوبها، وأن «حماس» طرف موجود «وسياسة تطويقها فشلت ولم تسفر عن فعالية». وأشار إلى أنه بعد زيارته غزة لمس «أن الوقت يعمل لمصلحة حكومة الأمر الواقع في غزة، وهذا ما لا يمكن إنكاره».