في خضمّ الاحتفال بمئوية المسرح التونسي، تنطلق اليوم الدورة ال14 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية التي تتواصل حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، حيث سيُعرض أكثر من 70 عملاً مسرحيّاً ل 62 فرقة من بلدان مختلفة من بينها 27 مسرحية تونسية. وتنطلق الدورة الجديدة التي يرأسها المسرحي محمد إدريس وسط انتقادات وجدال حول إلغاء المسابقات من المهرجان، إذ يعتبر بعض النقاد أن الجوائز تعطي نكهة خاصة للمهرجان وتجعله أكثر حيويّة. لكن إدريس يعتبر أن المسابقات «تجعل من المسرحيين وأعمالهم وكأنهم في حلبة سباق للخيل»، وهو ما يراه متنافياً مع ما وصل إليه العالم اليوم من تطورات، مؤكداً أنّ مسألة التفاضل بين الأعمال تجاوزها الزمن. وتسجل الدورة الجديدة مشاركة عربية وافريقية وأوروبية مكثفة إلى جانب مشاركة بلدان للمرة الأولى حيث تشارك فرق مسرحية من إيران وألمانيا. ويقول إدريس إنّ اختيار شعار «مسرح بلا حدود» يأتي تأكيداً على انفتاح المسرح على كل الفنون وقدرته على استيعاب التكنولوجيات الحديثة. ويضيف أنّ الدورة الحالية تتميز بثرائها وتنوعها ومراهنتها على الطاقات الشابة والمبدعين الناشئين. وينقسم برنامج هذه الدورة إلى أربعة أقسام. الأول قسم «الحضور» ويضم الأعمال التي تمثل البلدان في هذه التظاهرة، وقسم «الانفتاح» وخصص للمسرحيات المنفتحة على التعابير الفنية والتقنيات وتلاقح التجارب تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً. أما قسم «اكتشاف» فيُعنى بالأعمال التي فيها بحوث ركحية غير مألوفة وبصريات جديدة. كما يضمّ قسم «بانوراما» مجموعة من المسرحيات التونسية. وستحتضن قاعة ال «كوليزيه» عرض الافتتاح بعمل يحمل عنوان «بروفة» يجسد أجواء كواليس ما قبل العرض، من إخراج التونسي رضا دريرة. في حين يحتضن المسرح البلدي سهرة الختام بعرض مسرحية «قصة حب» من المغرب. وتتوزع مختلف عروض الدورة على 10 قاعات في العاصمة وضواحيها. وتُنظّم أنشطة موازية للمهرجان تشتمل على لقاءات وورشات، إلى جانب ندوة فكرية دولية في 17 و18 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري تحت عنوان «على أبواب المئوية الثانية للمسرح التونسي، أيّ مستقبل للمسرح في العالم»، إضافة إلى «ملتقى المؤلفين المسرحيين». ويكرّم المهرجان عدداً من الوجوه المسرحية التونسية، إضافة الى تنظيم أمسية شعرية تخليداً لذكرى الشاعر الفلسطيني محمود درويش. وعلى هامش المهرجان يُنظم معرضان، الأول بعنوان «مئوية المسرح التونسي وكنوز المكتبة الوطنية»، والثاني بعنوان «تاريخ المسرح التونسي» ويضم وثائق نادرة تتحدث عن أول صعود لممثلين تونسيين على خشبة المسرح خلال عرض مسرحية «صدق الإخاء» مروراً بفترة الاحتراف التي لم تظهر إلا في الخمسينات بانبعاث فرقة مدينة تونس بإدارة الراحل حمادي الجزيري وبعده محمد عبدالعزيز العقربي ثم الفنان علي بن عياد.