جنيف - أ ف ب - استؤنفت المحادثات الروسية - الأميركية حول نزع السلاح النووي في جنيف أمس، بهدف إيجاد بديل لمعاهدة «ستارت» المنتهية المفعول، الأمر الذي تعهدت موسكووواشنطن تحقيقه قبل نهاية هذا العام. وقال مصدر ديبلوماسي روسي إن المحادثات استؤنفت صباح أمس، في مقر البعثة الروسية وستستمر قرابة شهر حتى الخامس من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وأضاف أن وفدي البلدين توزعا على «اربع مجموعات عمل حول مواضيع محددة»، وستعقد لقاءات «طيلة هذه الفترة في مقري البعثتين الروسية والأميركية بالتناوب». وبذلك يجتمع الأميركيون والروس للمرة الثامنة منذ ايار (مايو) الماضي، بهدف التوصل الى اتفاق جديد حول معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت 1) الموقعة في 1991 وينتهي العمل بها في الخامس من كانون الأول المقبل. وقبل اقل من شهر من هذا الاستحقاق، أشار الطرفان الى احراز تقدم في شأن اتفاق اصبح رمزاً لتحريك العلاقات الروسية - الأميركية المجمدة منذ عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. ونقلت الصحف الروسية عن مصدر في الكرملين قوله إن العدوين السابقين من أيام الحرب الباردة لديهما الآن الرغبة ذاتها في التوقيع على الاتفاق قبل ان يتسلم الرئيس الأميركي باراك اوباما جائزة نوبل للسلام في العاشر من كانون الأول، ما يضع في رصيده أول نجاح كبير له في السياسة الخارجية. وأعرب الناطق باسم الخارجية الروسية اندري نستيرنكو عن الأمل في التوصل الى تفاهم حول اتفاق جديد، وقال خلال مؤتمر صحافي يوم الجمعة الماضي، إن «كل جانب يعي المسؤوليات الملقاة على عاتقه ولا نوفر جهداً للوصول الى النتيجة المرجوة. هناك تقدم». وكانت موسكو تحدثت الخميس عن «اقتراح بناء» قدَّمته واشنطن من دون كشف مضمونه. وتحدث البيت الأبيض أيضاً عن «تقدم». وفي منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، اخذت المفاوضات منحى جديداً بفضل قرار الرئيس الأميركي التخلي عن مشروع نشر الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا الذي اعتبرته موسكو موجهاً ضدها وعائقاً للمباحثات. ومنذ التخلي عن هذا المشروع، كثف الوفدان الروسي والأميركي مباحثاتهما. وفي ختام زيارة الى موسكو قام بها جيمس جونز مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، اكَّدت صحيفة «كومرسانت» الروسية أنه تم التوصل الى تسويات حول نقطتين هما الحد من عدد المنصات النووية ومشكلة الدفاع المضاد للصواريخ. وخلال لقاء في موسكو مطلع تموز (يوليو) الماضي، قرر الرئيسان الروسي والأميركي خفض عدد الرؤوس النووية ما بين 1500 الى 1675 وعدد المنصات النووية ما بين 500 و1100. واعتبر نسترينكو انه «يجب اعتماد خفض اكبر لعدد المنصات الاستراتيجية» (صواريخ باليستية عابرة للقارات والقاذفات).