جدد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه نظيره التركي عبدالله غُل «الثقة» بوساطة أنقرة «النزيهة» بين بلاده وإسرائيل في عملية السلام المتوقفة حالياً بسبب «عدم وجود شريك إسرائيلي». واعتبر الأسد وغُل أن العلاقات بين بلديهما أصبحت «نموذجاً يحتذى»، وأشارا إلى أن تحسين العلاقات بين دول الجوار يخلق مناخات إيجابية في المنطقة و «يحصنها من التدخلات الخارجية في شؤونها». وأكدت مصادر تركية ل «الحياة» أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيزور دمشق في 22 الشهر المقبل لترؤس الجانب التركي في «مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى» بمشاركة نظيره السوري محمد ناجي عطري، مشيرة إلى أن خبراء البلدين يعملون على إعداد مسودات لتوقيع نحو 34 اتفاقاً في المجالات الاقتصادية والثقافية والإعلامية والأمنية والسياسية، على أن يعقد اجتماع تمهيدي في 17 الجاري بمشاركة رجال أعمال من البلدين. وكان الأسد وغُل عقدا ليل أول من أمس جلسة محادثات عشية اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي والتجاري في منظمة المؤتمر الإسلامي «كومسيك» في إسطنبول اليوم. وحضر من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد ناطق رئاسي أن الرئيسين «أكدا أن العلاقات بين بلديهما أصبحت نموذجاً يحتذى لأفضل العلاقات بين الدول»، ونوها ب «ما تحقق من خطوات عملية في إنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي وإلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين بين البلدين». ورأى الرئيسان أن «تحسين العلاقة بين دول الجوار يخلق مناخاً إيجابياً في المنطقة ويجعلها أقل حاجة إلى الآخرين ويحصنها من التدخل الخارجي في شؤونها». وأضاف الناطق السوري: «لدى عرض تطورات الأوضاع في المنطقة، أكد الأسد وغُل دعمهما للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وضرورة رفع الحصار المفروض عليه»، ونوّه غُل بدور الأسد «في العمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة»، فيما جدد الأسد «ثقة سورية بالدور التركي ونزاهته في عملية السلام المتوقفة حالياً بسبب عدم وجود شريك إسرائيلي». ويُتوقع أن تكون عملية السلام ضمن المواضيع التي ستبحث في محادثات الأسد ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس الجمعة المقبل، في ثاني زيارة له لفرنسا بعد مشاركته في قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط» نهاية العام الماضي. وتأتي زيارة الأسد التي تستمر يومين وسط دعوة دمشق الدول الأوروبية إلى ضرورة دعم دور الوسيط التركي في عملية السلام، باعتباره «أثبت أنه وسيط نزيه وموثوق وموضوعي» خلال رعاية المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل العام الماضي. إلى ذلك، قالت الدكتورة بثينة شعبان ل «الحياة» أمس إن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتانياهو «ليست شريكاً لتحقيق السلام واستعادة الحقوق العربية»، مشيرة إلى عدم وجود «مناخ لتحقيق السلام بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية». وزادت رداً على سؤال: «لا يمكن بدء المفاوضات السلمية، إذا لم يكن هناك شريك إسرائيلي يؤمن بإعادة الأراضي المحتلة وتحقيق السلام».