وقّعت شركة سعودية أمس عقد إنشاء مصنع جديد لإنتاج «الفحم البترولي المكلس» مع شركة كورية، المزمع تنفيذه في محافظة الجبيل، باستثمار 1.7 بليون ريال، وقالت الشركة إنه تمت تغطية المشروع من مجلس الإدارة ومن الصندوق الصناعي والمصارف التجارية الإسلامية بواقع الثلث لكل منها. فيما برر نائب رئيس مجلس إدارة الشركة توقيع العقد الجديد على رغم توقيع عقود مماثلة في 2010 و2011 و2012 مع شركات مختلفة، بأن مجلس إدارة مختلفاً من قام بالتوقيع. وأشار نائب رئيس مجلس إدارة شركة «غازان للاستثمار والتطوير الصناعي» محمد القحطاني ل «الحياة» إلى أنه منذ عامين ونصف العام تغيّر مجلس إدارة الشركة، وتسلّم زمامها مهندسون أكفاء ولديهم الخبرة الكافية، وهم من قاموا ببناء الكثير من المصانع في الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، مشيراً إلى أن «فريقاً كاملاً قام بدراسة المشروع والإعداد له، والهيئة الملكية دعمتنا بالأرض لأنها تعرف جديتنا في المشروع». وأوضح القحطاني، في تصريحات صحافية عقب توقيع العقد، أنه تم توقيع عقد شراكة مع «شركة هانوا الكورية للهندسة والإنشاء»، يشمل عقد الهندسة والتوريد والإنشاء تنفيذ مشروع الفحم البترولي المكلس، الذي من المتوقع بداية التشغيل التجاري له في الربع الأول من 2017، ويستهدف مصانع «الحديد» و«الألومنيوم» و«التيتانيوم أوكسايد»، ويستخدم منتج المصنع مادة رئيسة لتلك المصانع. لافتاً إلى أن المصنع سيقام على مساحة 250 ألف متر مربع، وقيمة الاستثمارات بلغت 1.7 بليون ريال، مبيناً أنه تمت تغطية المشروع من مجلس الإدارة ومن الصندوق الصناعي والمصارف التجارية الإسلامية بواقع الثلث لكل منها. مبيناً أن مادة الفحم البترولي «المكلس» تدخل بشكل أساسي في صناعة الألومنيوم، التي تعتبر سوقاً واعدة، وأنه يؤسس من أجل تزويد مصانع صهر الألومنيوم القائمة والمزمع إقامتها في دول مجلس التعاون الخليجي التي تمثل استثماراً استراتيجياً لدول المنطقة، إذ تقدر حاجة المنطقة حالياً بنحو 1.2 مليون طن سنوياً، بينما يتوقع زيادة الطلب على هذه المادة في الأعوام المقبلة نتيجة نمو صناعة الألومنيوم في المملكة ومنطقة الخليج بشكل خاص. وألمح إلى أنه من المتوقع أن يتم وضع حجر الأساس للمصنع خلال الشهرين المقبلين. وأشار إلى أن إنتاج المصنع الجديد سيغطي الطلب للعديد من المصانع في المنطقة، من خلال توفير منتج الفحم البترولي المكلس، الذي يعتبر من المواد المهمة في الصناعات البتروكيماوية، موضحاً أن المصنع يعد داعماً للصناعة في المملكة، وإضافة جديدة للاقتصاد السعودي، كما أنه سيسهم في دعم الكوادر السعودية، من خلال توظيف وتدريب 140 شاباً سعودياً على تقنيات عالمية كمرحلة أولى. مشدداً على أنهم يمثلون 70 في المئة من عدد موظفي الشركة، لافتاً إلى أنه تم رصد موازنة «ضخمة» لهم، لتقديم قروض مالية من دون فوائد لتملّك منازل في محافظة الجبيل. من جانبه، قال رئيس شركة «غازان» المهندس نبيل تركستاني: «المشروع سيتم تنفيذه بمسمى الشركة السعودية للفحم البترولي المكلس، بطاقة إنتاجية تبلغ 666 ألف طن من الفحم البترولي المكلس، إضافة إلى 70 ميغاوات من الطاقة الكهربائية، وسيتم إيصال الفائض من هذه الطاقة إلى الشركة السعودية للكهرباء. وأضاف أن الشركة استعانت بمجموعة من أكفأ المستشارين العالميين للمشروع ومجموعة من الشركات العالمية المتخصصة في مجال صناعة وإنتاج الفحم البترولي المكلس، الذي سيشكل إنجازاً وطنياً رائداً على صعيد الصناعات التعدينية، بما يرفع القدرة التنافسية للشركات الوطنية السعودية عالمياً.