اعتبرت سلطات ليبيا غير المعترف فيها لدى المجتمع الدولي الإثنين أن الغارات الجوية التي اكدت مصر تنفيذها في ليبيا «عدوان» و «اعتداء على السيادة» الوطنية، فيما رحبت بها الحكومة المعترف بها دولياً والتي تتخذ من شرق ليبيا مقراً لها ودعت إلى تحرك دولي لمكافحة الإرهاب. وقال قائد سلاح الجو الليبي في الحكومة المعترف بها إن الغارات التي شنتها مصر كانت ضربات مشتركة مع سلاح الجو الليبي، موضحاً أن ما بين 40 و50 متشدداً قتلوا في درنة التي تنشط فيها جماعات بايعت تنظيم «الدولة الإسلامية». لكن مشاهد مصورة على مواقع ليبية على شبكة الإنترنت رصدتها «الحياة» عرضت فيديوات لدمار كبير في شوارع في مدينة درنة نتيجة ما قيل إنه قصف الطائرات المصرية، لكن لم تظهر جثث بين أنقاض المباني المدمرة. كما نشرت هذه المواقع المؤيدة ل «فجر ليبيا» صور جثث أطفال ورجل كبير في السن قُدموا على أنهم سقطوا في الضربات المصرية. ولم يكن من الممكن تأكيد أن هذه المشاهد للدمار وصور القتلى هي بالفعل لمدينة درنة. وأعلن المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) في بيان قرأه نائب رئيسه عوض عبد الصادق «ندين بكل شدة العدوان المصري على درنة ونعتبره اعتداء على السيادة الليبية». ودان المؤتمر الوطني أيضاً إعدام المصريين ال 21، معتبراً انه «عمل اجرامي» وقدّم التعازي وأعرب عن التضامن مع الشعب المصري، مؤكداً «لم يتحقق المؤتمر بعد إن ما حدث وقع في الأراضي الليبية». وبقي المؤتمر الوطني في السلطة في طرابلس بفضل تحالف ميليشيات «فجر ليبيا» الذي سيطر على العاصمة في الصيف رغم انتهاء ولايته وانتخاب برلمان جديد اتخذ مقراً في شرق البلاد مع الحكومة المنبثقة منه. وما زال المؤتمر وحكومته لم يعترفا بوجود تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا واتهموا أنصار نظام معمر القذافي واللواء خليفة حفتر بالمسؤولية عن هذه «الدعاية» لتبرير تدخل خارجي. ويؤكد حفتر انه يقود منذ ايار (مايو) عملية عسكرية لمكافحة «الجماعات الإرهابية» لكن خصومه يتهمونه بالسعي الى انقلاب. وسبق ان اتهم المؤتمر وائتلاف «فجر ليبيا» في 2014 مصر بشن غارات في طرابلس ودعم حفتر، الأمر الذي نفته القاهرة. وفي مدينة البيضاء بشرق ليبيا، دعا عبدالله الثني رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دولياً الغرب إلى شن هجمات جوية في بلاده من أجل هزيمة من وصفهم بالمتشددين الإسلاميين الذين يسيطرون على طرابلس ودفعوا حكومته للخروج من العاصمة الليبية. وفي مقابلة جرت قبل ساعات من قيام مصر بقصف أهداف لتنظيم «الدولة الإسلامية» في درنة، وجّه الثني نداء يطالب فيه جيوش الغرب بالتدخل في بلاده التي تنزلق بوتيرة سريعة نحو الفوضى. وقال: «بالأكيد عندنا معلومات أكيدة أن القاعدة وداعش تتحركان داخل طرابلس وسرت... وبن جواد» مشيراً إلى مدينة في وسط البلاد يسيطر عليها فصيل يؤيد الحكومة المنافسة ومستخدماً اختصاراً شائعاً لاسم تنظيم «الدولة الإسلامية». وأضاف: «ندعو دول العالم لتقف إلى جوار ليبيا وتوجيه (ضربات) عسكرية لهذه المجموعات. ندعو دول العالم للمشاركة في الحرب على الإرهاب». وحذّر من أن هذا الخطر سينتقل إلى الدول الإوروبية وبصفة خاصة ايطاليا. وقال الثني في المقابلة التي جرت في مقر حكومته في مدينة البيضاء التي تبعد نحو 1200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس «الحوار المخرج الوحيد في ليبيا». وأصرّ على ضرورة أن تقوم المحادثات على أساس أن واحداً من البرلمانين المتنافسين وهو مجلس النواب الذي انتخب في حزيران (يونيو) الماضي وانتقل أيضاً إلى شرق البلاد هو البرلمان الشرعي. وسعت الأممالمتحدة إلى توسيع نطاق الحوار بإشراك البرلمان السابق وهو المؤتمر الوطني العام الذي أعاده فصيل فجر ليبيا في طرابلس. وقال الثني «شرعية مجلس النواب هي الخط الأحمر ولن نتنازل عنها. لن نرجع إلى المؤتمر (الوطني العام). ولايته انتهت. مجلس النواب هو السلطة التشريعية». وحذّر من أن المواجهة العسكرية ما زالت تمثل خياراً لحكومته. وقد قام السلاح الجوي التابع للواء خليفة حفتر المتحالف مع الثني بقصف أهداف في غرب ليبيا. وأضاف الثني: «نحن نؤيد الحوار ولكن لو وصل الحوار إلى طريق مسدود لا سمح الله يوجد في هذا الحال رأي آخر.. الخيار العسكري».