أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس أن السعودية «قوية وقادرة على ردع كل معتد ودحره ورد كيده في نحره»، وذلك خلال تسلمه رسالة تضامن من أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد. وفي غضون ذلك، أعلن مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان أن الأمور عادت إلى ما كانت عليه قبل تسلل المسلحين إلى الأراضي الواقعة داخل حدود المملكة مع اليمن. وتوعّد المتسللين المسلحين بر«أننا سندمر أي فرد يريد النيل ولو بشبر من هذه البلاد». وأعلن أن القوات المسلحة السعودية «جعلت المنطقة المحاذية للحدود، وبعمق يصل إلى أكثر من 10 كيلومترات، لمن يدخلها ويتحرك فيها منطقة قتل، بمعنى آخر عليه إما الاستسلام أو التدمير». وشدّد على استمرار الضربات الجوية والمدفعية «إلى أن يتوقفوا (المسلحون) عن التحركات أو دخول المملكة». وقال إن تعليمات خادم الحرمين الشريفين «ألا ندخل شبراً واحداً في أي أرض، ولن نسمح لأي شخص أن يدخل شبراً واحداً في أراضينا». وتفقد خالد بن سلطان أمس المواقع الأمامية، ووقف على سير العمليات والاستعدادات وسط رجال القوات المسلحة. وقال مخاطباً الجنود إنه «ليست لنا في المملكة خطوط حمراء متعددة، بل خط أحمر واحد وهو السيادة». وزاد: «متى مُسّت بأي أذى أو بمجرد التلويح بالقوة بمسها فإننا نجد لزاماً علينا أن نقطع هذه اليد الآثمة». وقال إن المتسللين المسلحين «لن يصمدوا طويلاً أمام ضربات رجالنا الأبطال من الجو والأرض». وأوضح أن عدد الشهداء في صفوف القوات السعودية يبلغ ثلاثة، إضافة إلى 16 جريحاً. وقال إن «قيادة المملكة عندما تحتكم للعقل لا يعني ذلك أنهم يستجدون السلام من أحد، ولكن حقناً للدماء ما أمكن ذلك، وحرصاً على علاج الأمور برويَّة وهدوء». ووصف المسلحين المتسللين بأنهم «فئة متهورة في فكرها، منحرفة في عقيدتها، خارجة على نظام بلدها». وأكد أن «بلادنا وقادتنا وشعبنا لا يضمرون العداء لأحد». وشدّد على أن تصدي جنود الجيش السعودي للمتسللين أثبت «كفاءتهم العالية في القتال وفن إدارة النيران بكل اقتدار». وزاد مخاطباً القوات السعودية: «مهما كان ثمن التضحية غالياً، فالوطن أغلى، وهو فوق كل اعتبار». من جهة أخرى استمرت أمس الضربات السعودية للمتسللين في أكثر من موقع. ورصد المراقبون اشتباكات أمس في قرية القرن. ودارت اشتباكات أخرى إلى القرب من القرية المذكورة انتهت بأسر متسللين وقتل بعضهم. وبدأت الجهات الأمنية المختصة إخلاء 240 قرية سعودية إثر إعلان المنطقة عسكرية. وظل دوي قذائف المدفعية يتردد حتى حلول الليل. وقبض المدنيون في قرية السودة التابعة لمحافظة العارضة على 13 متسللاً وسلموهم إلى الجهات الأمنية. وذكر موقع «جازان نيوز» الإخباري أن حراس مستشفى صامطة تنبهوا لتسلل مسلح «حوثي» حاول ذبح زميل له يتلقى العلاج بالمستشفى إثر إصابته في المواجهات الأخيرة. واعترف المتسلل بأنه أُمر بذبح زميله حتى لا يقدّم أي إفادات للسلطات السعودية. وتواصل أمس تعزيز القوات السعودية من مختلف قطاعات الجيش السعودي، خصوصاً وحدات مظلية. وذكرت قناة «العربية» التلفزيونية السعودية أن مجموعة من عناصر «القاعدة» تسللوا إلى الحدود السعودية ضمن «الحوثيين». وزادت أنه تم رصد «أسلحة متطورة وغير تقليدية، بعضها مضاد للدروع»، استخدمها المتسللون ليل اول من امس، «ما يؤكد أن الحوثيين يتلقون دعماً على أعلى مستوى». ولوحظ أن المتسللين يستخدمون أساليب عرفت بها «القاعدة» كالتخفي بزي النساء. وقالت «العربية» إنهم يلجأون لحيل عدة لتضليل القناصة السعوديين، ومن ذلك استخدام القرود والحيوانات وربط «تورشات» إضاءة صغيرة لتتحرك عشوائياً بهدف تضليل رجال الجيش السعودي.