نفذت الحكومة الفلسطينية المقالة تهديداتها وأغلقت مقار لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة، ومنعتها من مزاولة أي أعمال تحضيرية للانتخابات الرئاسية والتشريعية، فيما جال الرئيس محمود عباس امس على مدينتي الخليل وبيت لحم في ما بدا انه حملة انتخابية مبكرة للانتخابات الرئاسية المقبلة التي كان اعلن انه لن يرشح نفسه لها، في وقت خرج الآلاف الى الشوارع لاستقباله وثنيه عن قراره. في هذه الاثناء، لاقت الخطة التي عرضها وزير الدفاع الاسرائيلي السابق النائب شاؤول موفاز والتي تقوم على التفاوض المشروط مع «حماس» على اقامة دولة فلسطينية موقتة على 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية من دون مدينة القدس خلال عام واحد، ردود فعل متباينة داخل «حماس» بين من رحب بهذا التقدم ومن رفضه، في وقت اعتبرت السلطة القبول بدولة موقتة «خيانة عظمى». وفي غزة، كشفت مصادر مقربة من لجنة الانتخابات في القطاع ل «الحياة» أن الشرطة التابعة للحكومة المقالة التي تقودها «حماس»، أغلقت المقر الأقليمي والمقار الفرعية الاخرى للجنة في القطاع. وقالت إن الشرطة استدعت المدير الإقليمي للجنة الانتخابات المركزية في القطاع جميل الخالدي الخميس الماضي وطلبت منه تسليمها مفاتيح جميع مقار اللجنة الخمسة في قطاع غزة، فسلمها المفاتيح بعدما عرض أمامه ضابط شرطة أمراً يقضي بإغلاق مقار اللجنة، ومن بينها المقر الرئيس في مدينة غزة. واضافت ان الخالدي سأل الضابط ان كان القرار اتخذ في المستوى الامني ام السياسي، فأكد له أن قرار الإغلاق صادر عن المستوى السياسي. ورفضت لجنة الانتخابات المركزية حتى الآن اعلان هذه الاجراءات المتخذة من «حماس» لأسباب غير واضحة. لكنها نفت أمس نيتها رفع توصية عباس بإرجاء موعد تنظيم الانتخابات. في غضون ذلك، اعلن الرجل الثاني في حزب «كديما» المعارض الذي تتزعمه تسيبي ليفني، وزير الدفاع السابق موفاز في مؤتمر صحافي أمس انه «في حال فازت حماس مرة أخرى، وقبلت الجلوس الى مائدة المفاوضات معنا، والتزمت شروط الرباعية ونبذ الارهاب وكونها منظمة ارهابية، فإننا سنعمل على اجراء مفاوضات معها لاقامة دولة فلسطينية على 60 في المئة من الضفة في غضون عام». وأضاف: «على اسرائيل أن تجلس لاجراء مفاوضات مع طرف يستطيع أن يحدث تغييراً، أما إذا واصلت حماس إطلاق الصواريخ والصواريخ طويلة المدى على اسرائيل، فإن على قادتها أن يعرفوا ان مصيرهم انتهى». وفيما وضع المراقبون خطة موفاز في اطار التحدي لليفني التي تفضل مسار مؤتمر انابوليس، جاء الموقف المفاجئ من «حماس» التي قابلت العرض بموقف متباين بين مرحب ورافض، اذ وصف الناطق باسم الحركة فوزي برهوم تصريحات موفاز بأنها «خبث اسرائيلي ولعب على التناقضات داخل الساحة الفلسطينية لتجميل وجه الاحتلال واستغلال فرص التناقض»، مضيفا: «لا نؤمن بالمفاوضات مع الاحتلال، وأي مفاوضات تعطية شرعية على أرضنا ومقدساتنا وتجمل وجهه أمام العالم، وتعطيه غطاءً لارتكاب المزيد من الجرائم». في المقابل، وصف ناطق آخر باسم «حماس» هو مشير المصري تصريحات موفاز بأنها «تطور مهم يستحق الالتفات إليه». ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية على موقعها على الانترنت عن المصري قوله لها إن «القناعة بأن حماس هي لاعب مركزي لا يمكن تجاوزه باتت قائمة في العالم، لكن الشيء الجديد هو أن القيادة الإسرائيلية فهمت اليوم هذه الحقيقة وإن كان على طريقتها الخاصة». ووصف تصريحات موفاز بأنها «خطوة مهمة جداً، ونحن معنيون بأن نرى ترجمة عملية لهذه الأقوال وليس مجرد كلام». وكرر عضو المكتب السياسي في «حماس» خليل الحية موقف الحركة القاضي بقبول دولة على اراضي 1967 وعودة اللاجئين في مقابل هدنة لعشر سنوات.