كُشف في إسرائيل عن تقرير أدرجه قسم الاستخبارات في وزارة الخارجية الإسرائيلية في ملف التقارير السرية، يستبعد فرص توصل إيران والقوى العظمى إلى اتفاق إطار حول المشروع النووي الإيراني، حتى نهاية آذار (مارس) المقبل. وقد تم توزيع التقرير على عدد من السفارات والممثليات الإسرائيلية في العالم، في أعقاب الخطاب الذي ألقاه المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، وأعلن خلاله معارضته للتوقيع على اتفاق مع القوى العظمى على مرحلتين – أولاً اتفاق إطار في نهاية آذار (مارس) المقبل، يشمل مبادئ عامة فقط، ومن ثم اتفاق شامل ومفصل حتى مطلع تموز (يونيو) المقبل. وأوكلت الوزارة مجموعة من خبراء وباحثين في الملف الإيراني، بتحليل خطاب خامنئي وأبعاده. وتوصلوا إلى استنتاج أن موقف خامنئي سيصعّب على الأطراف التوصل إلى اتفاق، وما قاله يتفق مع الخط المتشدّد وغير المساوم للمرشد الإيراني». وجاء في التقرير، الذي حظي باهتمام واسع بين الإسرائيليين منذ الكشف عنه، صباح اليوم (الأحد)، أن هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها خامنئي الخطوط التي تم الاتفاق عليها خلال جولة المحادثات النووية بين وزراء خارجية إيران والقوى العظمى الست، في فيينا، في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ويدّعي معدو التقرير أن معارضة خامنئي لاتفاق الإطار كان «رداً واضحاً على الضغوط التي يمارسها الرئيس روحاني للتوصل إلى اتفاق شامل كجزء تمديد المحادثات». ونقلت صحيفة «هارتس» عن مسؤول كبير في الخارجية الإسرائيلية أن إيران لم تردّ بالإيجاب، حتى الآن، على الاقتراحات التي حوّلتها إليها الولاياتالمتحدة والقوى العظمى الأخرى، بل رفضت غالبيتها. وقال هذا المسؤول إن «إيران تقول الآن لا لكل شيء، وسبب تخوّفنا هو أنه بسبب ذلك سيتم تقديم تنازلات أخرى من قبل القوى العظمى، رغبة بالتوصل إلى اتفاق». وياتي تقرير الخارجية الإسرائيلية باستنتاجات مناقضة للموقف الذي يتبناه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، ويقول فيه إن التوصل مع إيران بات على وشك التنفيذ، وهو أمر يجعله مصراً على ظهوره أمام الكونغرس الأميركي لإلقاء خطاب يسعى من خلاله إلى إقناع الأكثرية بالموقف الإسرائيلي الرافض لأي اتفاق مع إيران، على رغم معارضة الولاياتالمتحدة لحضوره إلى الكونغرس، وتحذير جهات سياسية وعسكرية إسرائيلية من أبعاد إصرار نتانياهو على موقفه، وعدم التجاوب مع المطلب الأميركي.