واشنطن، طوكيو، البيرة (الضفة الغربية) - أ ف ب، رويترز - سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الى طمأنة الجنود الأميركيين غداة المجزرة التي شهدتها قاعدة «فورت هود» في تكساس، مؤكداً أن المأساة أبرزت كذلك «أفضل ما في أميركا». ويخشى أميركيون مسلمون من إمكان تعرضهم لهجمات لفظية أو بدنية بعد الحادث. وقال أندرو غرانت توماس نائب المدير في معهد كيروان لدراسات العنصر والأعراق في جامعة ولاية أوهايو، أن المتابعة الإعلامية للحادث ركزت في شكل كبير على أصل نضال مالك حسن ودينه. ولفت إلى أن سياسيين يستخدمون الحادث لتأجيج مخاوف من التطرف الإسلامي. كما أعلنت جماعات عربية ومسلمة أنها تخشى عواقب، على رغم أن ناطقاً باسم وزارة العدل قال إن إدارتها المعنية بالحقوق المدنية ليس لديها علم بأي حوادث عنف استهدفت الأميركيين العرب أو الأميركيين المسلمين منذ حادث القاعدة العسكرية. وأمس، نقلت وكالة «رويترز» عن إسماعيل مصطفى حماد جد الضابط نضال مالك حسن منفذ الهجوم، من منزله في بلدة البيرة الفلسطينية في الضفة الغربية قوله أن من المستحيل أن يكون حفيده ارتكب هذا الأمر. وزاد: «حفيدي طبيب ويحب الولاياتالمتحدة والفضل يعود لهذا البلد لما هو عليه الآن». وقال أوباما في كلمته الإذاعية الأسبوعية إن «حادثة إطلاق النار (ليل الخميس – الجمعة) هي من أسوأ الحوادث التي تشهدها قاعدة عسكرية أميركية». وزاد: «ومع ذلك، فيما شهدنا أسوأ ما في الطبيعة البشرية، شهدنا أفضل ما في أميركا». وتحدث أوباما عن أن الأميركيين رأوا العسكريين والمدنيين يهرعون لمساعدة الضحايا، ويمزقون الملابس التي اخترقها الرصاص لمعالجة الجرحى ويستخدمون قمصاناً كضمادات ويطلقون النار على مرتكب المجزرة على رغم إصابتهم. وكان الضابط حسن (39 عاما) الذي يعمل طبيباً نفسياً عسكرياً واختصاصياً في الضغط الناجم عن القتال، أطلق النار عشوائياً في فورت هود، ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً وجرح 30 آخرين، علماً أنه كان سيرسل إلى أفغانستان، ولا تزال دوافعه غامضة غداة المجزرة. وهو جرح خلال الهجوم ونقل إلى مستشفى ولاية تكساس. والتقى أوباما مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية روبرت مولر ووزير الدفاع روبرت غيتس وممثلي وكالات فيديرالية أخرى ليطلع على تحقيقاتهم في أسباب الحادث. ووعد بالبقاء على اتصال وثيق بهم لكنه شدد على احتمال عدم التمكن من فهم دافع هذا الهجوم. وقال: «ما نعلم هو أن أفكارنا مع كل جرحى فورت هود». وأوضح حماد (88 سنة) جد منفذ الهجوم، إنه لا يعلم إن كان نضال شعر بالغضب لكن ما يعرفه هو استحالة أن يرتكب حفيده ما حصل في القاعدة العسكرية. وأمضى نضال سنوات في علاج جنود جرحى فقد بعضهم أطرافاً في الحرب بالعراق وأفغانستان. وكانت المرة الأخيرة التي زار فيها جده في الضفة الغربية قبل نحو عشر سنوات. وقال حماد إنه كان يزور حفيده في الولاياتالمتحدة منذ ذلك الحين. واستبعد أي دافع سياسي وراء الهجوم، وزاد: «نضال اعتاد أن يأتي إلى منزلي ليجلس معي ويسليني ولم يكن أبداً مهتماً بالسياسة ولا يحب مشاهدة التلفزيون».