غداة سيطرة مسلحي «داعش» على محطات إذاعية وتلفزيونية في مدينة سرت الساحلية الليبية، مسقط رأس معمر القذافي، استولى مسلحون أمس، على مبانٍ حكومية في المدينة ذاتها، فيما أعلنت إيطاليا استعدادها للانضمام إلى قوة تقودها الأممالمتحدة لمكافحة «تهديد إرهابي فعلي» في ليبيا. وبثت وكالة «الأنباء الليبية» الرسمية أن مسلحين أجبروا موظفين حكوميين في سرت على المغادرة تحت تهديد السلاح. وأوضحت الوكالة أن المقار التي استولي عليها هي فرع مصلحة الجوازات وصندوق الضمان الاجتماعي وفرع قناة ليبيا الوطنية وإذاعة سرت المحلية وقناة مكمداس المسموعة وفندق المهاري وبعض المستشفيات والمراكز الصحية في المدينة. وكان وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أكد في وقت متقدم ليل الجمعة - السبت، أن بلاده ستكون «مستعدة للقتال في إطار بعثة دولية» في ليبيا بعد تقدم حققه فصيل متطرف بايع «داعش». وتابع جنتيلوني أن بلاده تؤيد الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون لجمع الفصائل الليبية حول طاولة الحوار «ولكن إذا فشلت المحادثات لا يمكن إيطاليا أن تقبل فكرة أن خطراً إرهابياً فعلياً موجود على بعد بضع ساعات بالقارب من أراضيها». في غضون ذلك، وغداة تعرض محطة حقل الباهي (250 كيلومتراً جنوب شرقي سرت) لهجوم بقذيفة صاروخية من قبل مسلحين يُعتقد أنهم ينتمون إلى المجموعة ذاتها التي هاجمت حقل المبروك، فجّر مسلحون أنبوب نقل النفط الخام من حقل السرير الليبي إلى ميناء الحريقة، الذي يبلغ طوله 500 كيلومتر قرب محطة «البوستر». ورجَّحت المصادر في قطاع النفط أن يكون الانفجار عملية تخريبية نظراً إلى أن خط الأنابيب يمتد على عمق أمتار تحت الأرض. كما تعرض حقل الظهرة، الذي يبعد عن حقل الباهي بين 30 و40 كيلومتراً أيضاً في وقت سابق لاعتداء من قبل مجهولين. وقال الناطق باسم المؤسسة الوطنية الليبية للنفط محمد الحراري، ل»الحياة» بأن «إنتاج النفط الليبي في أدنى مستوياته، وقد يتوقف بالكامل ما لم توفر الجهات المعنية الحماية اللازمة لحقول النفط وموانئها والعاملين فيها، من ليبيين وأجانب، الذين بدأوا يتركون مواقع عملهم من دون أن يستطيعوا العودة إليها». وأفاد نائب وزير النفط السابق عمر شكماك «الحياة»، بأن عدد العاملين في جهاز حرس المنشآت النفطية «يتجاوز ال25 ألفاً يتقاضون مرتباتهم من القطاع، في حين لم يفق عددهم قبل عام 2012 ال2500 بين ضابط وجندي».