جمّدت موسكو تحليق مقاتلاتها من طراز «توبوليف 142» بعد تحطم إحداها أول من أمس، في منطقة خليج التتر شرق روسيا. وأعلن مصدر عسكري رفيع أن وحدات الإنقاذ تسابق الزمن للعثور على حطام الطائرة قبل ضياع المعلومات المسجلة في «الصندوق الأسود» بسبب المياه المالحة. وفي حادث هو الثاني من نوعه خلال الأيام العشرة الأخيرة، أعلنت موسكو تحطم مقاتلة تابعة لأسطول المحيط الهادئ خلال طلعة تدريبية. وتحطمت طائرة شحن من طراز «إليوشين» تابعة لوزارة الداخلية قبل أيام ما أسفر عن مقتل أفراد طاقمها ال11، وهو حجم الخسائر البشرية ذاته الذي أسفر عنه تحطم المقاتلة أول من أمس، إذ رجحت مصادر عسكرية أن يكون كل أفراد الطاقم لقوا حتفهم في الحادث أيضاً. وكانت المقاتلة المخصصة لمواجهة الغواصات الذرية تقوم بتدريب عادي عندما اختفت عن شاشات الرادار، وفشلت محطات المتابعة في الاتصال بطاقمها. وعثرت طائرات إنقاذ في وقت لاحق على بعض حطام الطائرة العسكرية طافية على سطح الماء، في منطقة تبعد نحو 20 كيلومتراً من الشاطئ في خليج التتر. ويصل عمق المياه في المنطقة التي يرجح الخبراء أن الطائرة سقطت فيها إلى 50 متراً. وتجري النيابة العامة العسكرية في أسطول المحيط الهادئ تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث، في حين أعلنت قيادة الأسطول تعليق طلعات المقاتلات من الطراز ذاته حتى انتهاء التحقيق. وتعد «توبوليف 142» النسخة المحدثة للمقاتلة الاستراتيجية الروسية «توبوليف 95»، وهي مخصصة للطيران الطويل المدى وتعقّب الغواصات الذرية ودخلت الخدمة عام 1971، وتعرضت لعملية تحديث شاملة للمرة الأخيرة عام 1994. وبحسب مصادر عسكرية فإن 75 مقاتلة من هذا الطراز تخدم حالياً في وحدات الأساطيل الروسية، علماً أن هذه المقاتلة تعرضت لحادثتي سقوط سابقتين في عامي 1976 و1984. وأبلغ مصدر رفيع في أسطول المحيط الهادئ وكالة أنباء «نوفوستي»، أن وحدات الإنقاذ تسابق الزمن للعثور على الصندوق الأسود الذي يحوي تفاصيل مسجلة عن وقائع الرحلة، ويعول الخبراء عليها في كشف ملابسات الحادث. وأشار المصدر إلى أن «الوضع صعب جداً لأن المعلومات الموجودة في أجهزة التسجيل ضمن الصندوق يمكن أن تتعرض للتلف بسبب المياه المالحة»، لافتاً إلى أن هذه الأجهزة قادرة على حفظ المعلومات في ظروف مماثلة لمدة 36 ساعة فقط ما يعني أن «تحديد أسباب الكارثة سيكون مستحيلاً إذا لم ننتشل الحطام في أسرع وقت ممكن». ونقلت وكالة «يو بي آي» عن مصدر رفيع المستوى في سلاح الجو الروسي أن لا مؤشر على أن طاقم الطائرة استخدم تجهيزات مخصصة لحالات الطوارئ، مشيراً الى وجود «قارب نجاة على متن الطائرة مجهز بآلة خاصة تصدر إشارة في حال حصول أي حادث، لكن لم تلتقط أي إشارة منه تساعد في أعمال الإنقاذ والبحث».