بعدما أرجأت القاهرة إرساله الى بغداد نحو أسبوعين بعد تفجيرات الأحد، باشر السفير المصري شريف كمال شاهين، الذي عينته الحكومة المصرية في حزيران (يونيو) الماضي، مهماته في بغداد التي وصلها الجمعة، يستعد رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني لزيارة باريس منتصف الشهر الجاري وإجراء محادثات مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي وإبرام اتفاقات تعاون مشترك. السفير شاهين هو اول سفير مصري في بغداد بعد اغتيال السفير السابق ايهاب شريف الذي ذبحه تنظيم «القاعدة» الذي أعلن مسؤوليته عن العملية لاحقاً عام 2005. والتقى السفير الجديد مسؤولين في وزارة الخارجية بينهم وكيل وزير الخارجية لبيد عباوي. وأكدت مصادر وزارة الخارجية العراقية ل «الحياة» ان «عباوي أكد للسفير الجديد ان وزارة الخارجية اتخذت التدابير اللازمة لحماية السفارة المصرية واتفقت مع وزارة الداخلية على توفير الأمن لجميع السفارات التي ستفتح أبوابها مجدداً في العراق». ورفضت المصادر الإفصاح عن مكان السفارة المصرية في بغداد، لكنها أكدت ان السفارة ستكون خارج المنطقة الخضراء تلبية لرغبة الحكومة المصرية. وكان السفير المصري أعرب في تصريحات لوسائل الإعلام في القاهرة قبيل توجهه الى العراق عن سعادته للتكليف الجديد. وقال إنه سيبني على جهود من سبقوه في هذا الموقع، مؤكداً تصميمه بذل كل الجهود لتفعيل الاتفاقات التي تم توقيعها بين البلدين في شتى المجالات وزيادة حركة التعاون النشط بينهما. وكانت الخارجية العراقية وقعت مجموعة من الاتفاقيات مع القاهرة خلال أعمال اللجنة المشتركة المصرية - العراقية الأسبوع الماضي برئاسة وزيري خارجية البلدين. في جانب آخر يستعد الرئيس طالباني لزيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية منتصف الشهر، وأكد رئيس ديوان الرئاسة العراقية نصير العاني امس ان طالباني «سيصطحب معه وفداً موسعاً يضم وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والصناعة والعلوم والتكنولوجيا للبحث في آفاق التعاون الثنائي مع فرنسا في مختلف المجالات». وأوضح ان المحادثات ستتركز بالدرجة الأساس على الملف الاقتصادي، لوجود رغبة عراقية في توسيع حجم التبادل التجاري مع باريس وتعزيز التعاون في مجال الاستثمار، فضلاً عن إبرام اتفاقات مشتركة في مجال التسلح لرفع جاهزية قوات الشرطة والجيش العراقية بالاعتماد على التقنيات العسكرية المتطورة. وكانت العلاقات العراقية - الفرنسية شهدت تطوراً إيجابياً عقب زيارة الرئيس الفرنسي العراق نيكولا ساركوزي في شباط (فبراير) الماضي، وهي اول زيارة لرئيس فرنسي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1920، حيث تم خلالها وضع الخطوط العريضة لاتفاقيات وبرتوكولات ثنائية لاسيما في مجالات التسلح واستثمار الثروة النفطية في البلاد.