يستمتع الفرنسي سباستيان لوب بلقبه العالمي السادس توالياً في الراليات، لأنه «كان الأصعب والأقسى، إذ فرضت المنافسة علي خصوصاً أمام الفنلندي ميكو هيرفونن (سائق فورد) الفوز في الجولة الأخيرة لضمان الصدارة والاحتفاظ باللقب». قاد لوب (35 سنة) وبجواره ملاحه المخلص دانيال ايلينا سيارته سيتروين في رالي بريطانيا تحت ضغط كبير. أسلوب يبرع فيه «الأيقونة» أو «الرأس الكبيرة» في سيتروين كما يُطلق عليه، وبالتالي، لم يكن مفراً من الهجوم حتى الحدّ الأقصى والمخاطرة حتى انتزاع اللقب من أنياب الفنلندي، الذي كبُر في ظلّ مواطنه بطل العالم السابق ماركوس غرونهولم الذي اعتزل قبل موسمين. وانتزاع اللقب كان يعني الفوز في بريطانيا على هيرفونن ولا شيء غيره، علماً أن «الأشقر الفنلندي» الجريء جداً يحضّر نفسه منذ الآن لمواجهة «العملاق الفرنسي» في الموسم المقبل، وخطره سيكون كبيراً باعتراف لوب نفسه. إذ أكد أنه فرض عليه تحدياً كبيراً «أشكره لأنه جعل البطولة شيقة، لكني لم أتوقع البتة أن يقدّم هذا الأداء الشرس وهذه السرعة الكبيرة، لذا يصعب النيل منه يوماً بعد آخر». غير أن هيرفونن الذي قلب الموازين في النصف الثاني من الموسم، ف»حشر» لوب الذي حصد خمسة انتصارات متتالية في مستهله، اختصر مكانة منافسه بالقول: «يستحق التحية، يستحق اللقب لأنه يعرف كيف يهاجم في الأوقات الحاسمة ويجّير الأمر في مصلحته، برهن مجدداً أنه عظيم، وسيدرك الجميع قيمة هذا السائق يوم يقرر الاعتزال». أكد لوب بعدما حصد انتصاره ال54 في جولات بطولة العالم، أنه عاش صعوبات عدة في موسم 2009، «وتمكنت بأعجوبة من إحراز اللقب، وهذا أمر تطلّب مني الكثير ليكون الختام مسكاً». ويقيناً، انه لولا تلك «الحركة التصعيدية» من هيرفونن لأعتبر إحراز لوب اللقب مجدداً أمراً عادياً، وعملاً روتينياً من متسابق مهيمن على الساحة ينافس «الطقس والسيارة» في مراحل السرعة الخاصة، «عالمه» ثلاثة أمتار مربعة من الألومينيوم والكربون، هي كابينة سيارته وما تحتويه. ويكشف لوب أنه بلغ قمة مستواه منذ ثلاثة مواسم، «وبعدها أصبحت أقود بخبرتي التي تستمر في التطور، ما يرجّح كفتي على الآخرين ويساعدني على اتخاذ قرارات أفضل في الوقت المناسب». ويعرب لوب عن سعادته كونه أكثر الرياضيين الفرنسيين شعبية في بلاده، «على رغم أنني لست لاعب كرة قدم أو تنس. انه مؤشر صادق يؤكد أن الناس تقدّر ما أقوم به. أساساً أنا أجري خلف شغفي ولا أنافس من أجل الألقاب والشهرة فقط، لأني أعيش جوهر الرياضة». ويوضح لوب أن ألقاباً إضافية لن تغيّر في مفاهيمه ونظرته إلى ما يؤديه، مشيراً إلى استمراره في المنافسة موسمين إضافيين على الأقل، خصوصاً «أنني مرتبط بعقد مع سيتروين، ومن ضمن مهامي وتطلعاتي تطوير طراز العام 2011 (1600 سنتم مكعب توربو) وطبعاً المولود الجديد من سيتروين لعالم الراليات دي أس 3 دبليو آر سي». كما يسعى للفوز في «سباق 24 ساعة لومان» وتنتظره حصص تجارب مع فريق «بيجو 908» للوقوف على جهوزه البدني، وما يجب تداركه فنياً. لن يبتعد لوب طويلاً عن غمار الراليات، إذ سيخوض رالي فار الفرنسي في الألزاس (27 – 29 الجاري)، وبجواره زوجته سيفيرين. وأكد أنه سيشارك للاستمتاع بين محبيه ومشجعيه، «خصوصاً أنه مضى وقت طويل ولم اعش فيه أجواء بطولة فرنسا وسباقاتها»، مبدياً أسفه لغياب الجولات الفرنسية عن روزنامة بطولة العالم العام المقبل، مذكّراً أن لقبه «العالمي» الأول كان فرنسياً، حين فاز برالي كورسيكا عام 2004. قبل يومين من تتويج لوب في كارديف بطلاً للعالم للمرة السادسة، أنتخب مواطنه جون تود رئيساً للاتحاد الدولي للسيارات «فيا»، منصب يأمل البطل الفرنسي بأن يستطيع «الإداري القدير» من خلاله جذب صانعين جدد إلى بطولة العالم للراليات، لا سيما أن أنظمة الإنفاق والاستثمار «ستصبح أكثر عقلانية وأقل كلفة» بدءاً من 2011». وإنعاش هذه الرياضة «يحتاج إلى تسويق إعلامي جيد خصوصاً ينعكس إيجاباً على معادلة الكلفة».