الرسالة التي حرصت اسرائيل على الترويج لها طوال تدريباتها العسكرية المشتركة مع الجيش الاميركي "جونيبر كوبرا-10" وفيها تأكيد على استعداد الولاياتالمتحدة على مشاركة اسرائيل في الحرب، تشهد هذه الايام نقاشا اسرائيليا مع نشر اكثر من بحث ودراسة حول مخاطر التسلح النووي الايراني وسبل مواجهته. ولا تخلو هذه الابحاث من التحذير من خطر اية عملية عسكرية تشنها اسرائيل ضد ايران، وفي بعضها تاكيد على ان الرسالة الابرز التي تطلقها ادارة اوباما لاسرائيل ان الضربة العسكرية على ايران غير واردة في حساباتها ، ما اعتبره البعض سببا لتراجع احتمال اتخاذ اسرائيل قرار الهجوم العسكري. الباحث في مركز بيغن – السادات للابحاث الاستراتيجية، موشيه فيرد، يحذر متخذي القرار في المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل من خطر هذه الحرب وابعادها ويدعوهم الى اجراء دراسة عميقة للتحقيق في خصائص حرب ايران من حيث طبيعتها والتحضير لها على كل الاصعدة، فكريا وسياسيا وعسكريا. وبرأيه ان هناك حاجة لان توضع شروط واضحة للحرب تضمن انهائها باسرع ما يمكن مشددا على ان الافتراض بان حربا على ايران ستطول يجب ان يؤثر على الاستعداد لهذه الحرب من جهة، واتخاذ القرار في تنفيذها او عدم تنفيذها من جهة ثانية. وفي بحث له حول الموضوع يضع فيرد اكثر السيناريوهات المتوقعة لهذه الحرب وبرايه فان حربا كهذه قد تتواصل لفترة طويلة وسيكون لدى ايران الاستعداد للتضحية لفترة زمنية طويلة، رغم الثمن الباهظ الذي ستدفعه، ما يجعل سيناريو احتمال انهاء الحرب بسرعة امرا صعبا. وينبع التخوف الاسرائيلي من صعوبة انهاء الحرب انطلاقا مما سماه فيرد "الفلسفة الشيعية الخمينية التي تنادي بوجوب التضحية من اجل العدالة وازالة الظلم اللاحق بالاسلام والمسلمين"، ويقول الباحث ووالاسرائيلي ان هذه الفلسفة تعتبر وجود "دولة اسرائيل" ظلما يتوجب ازالته من اجل خلاص العالم وتحقيق هذا الهدف ممكن فقط من خلال القضاء على اسرائيل. الى جانب هذا يتفق فيرد مع عدد من الامنيين والعسكريين الاسرائيليين الذين يتوقعون ان الحرب مع ايران ستفتح على اسرائيل اكثر من جهة في ان واحد. ويستخلص الباحث الاسرائيلي ان ضربة عسكرية اسرائيلية على ايران لن تؤدي الى حصر الحرب بين البلدين اذ ستصل ايران امدادات من سوريا وحزب الله وحماس، ويقول فيرد :"لن تكتفي ايران في هذه الامدادات بل ستحاول دفع قواتها الى الامام نحو الاراضي السورية في اطار اتفاق دفاع مشترك بين طهران ودمشق، وهكذا فان الحرب لن تكون طويلة فحسب بان ستصبح شاملة فيما خطورتها لن تنتهي مع انتهاء الحرب بل تمتد لسنوات عدة". وازاء المخاطر المتوقعة من حرب بين اسرائيل وايران، في وقت تنظر اسرائيل بخطورة للنشاط الايراني في تعزيز القدرات العسكرية لحزب الله وحماس ،خاصة بعد كشف سفينة الاسلحة الايرانية، يقترح باحثون اسرائيليون ان يقتصر نشاط اسرائيل على تصعيد تحركاتها الاستخبارية تجاه حماس وحزب الله وشن ما سمّوه، "عمليات لامعة للقتال وتشويش جزء من امدادات السلاح المرسلة الى لبنان وغزة بهدف كشف الايرانيين وحلفائهم امام المجتمع الدولي". ويلفت الباحثون الى ضرورة عدم خروج الخطوات الرادعة في مواجهة حماس وحزب الله ، في هذه الفترة، عن الحدود المعقولة".