يعتبر "الايه كي 47" أو ما يُعرف باسم "كلاشينكوف" السلاح القاتل الاكثر انتشارا في العالم في مناطق القتال، والصديق "الأول" لمنظمي حركات التمرد في العالم. وقد شكّل هذا السلاح رمزاً من رموز الحروب، إلى درجة بات شكل المحارب، لا سيما محاربي الشوارع، يرتبط ارتباطاً مباشراً بال"كلاشينكوف". وحلّ "كلاشينكوف" اسماً مكان العديد من الأسماء الأخرى لتلك الأسلحة، وبات يستخدم للكلام عن أنواع مختلفة من الرشاشات الاوتوماتيكية، حتى أنّه حلّ مكان الإسم الحقيقي أو العلمي للرشاش نفسه، حتى بات الإسم الأقرب إلى الاستخدام الشعبي ، فتراه يُطلق من جانب أي فرد "جاهل" بأمور السلاح على أي نوع من أنواع السلاح. ويقول ميخائيل كلاشنيكوف مبتكر الرشاش الروسي الأكثر شهرة والذي يحمل اسمه: "رؤية كل هؤلاء المجرمين يطلقون النار بأسلحتي امر لا يعجبني. اخترع اسلحة للدفاع عن مجتمعنا". كلام المخترع لا يشكل أي فرق أو تفاعل إيجابي، إذا ما نظرنا إلى ما يخّلفه سلاحه على أرض الواقع. وإذا ما عدنا إلى ألفرد نوبل مخترع الديناميت، نرى أنه استدرك خطورة ما آلت إليه الأمور، فوجد في ابتكار جائزته السنوية، لا سيما تلك المخصصة للسلام، سبيل ل"إراحة الضمير" أو "غسل الذنوب". ولكن مع النظر إلى "الايه كي 47" أو ال"كلاشينكوف"، نجد أنفسنا أمام معادلة واحدة: "سلاح (من اختراع كلاشينكوف) + بارود (من اختراع ألفرد نوبل) = ضحايا". وينتج عن هذه المعادلة، سؤالان: من الذي يحتاج إلى التكفير أكثر عن هذا العدد من الضحايا، كلاشينكوف أو نوبل؟ وهل يكفي تعليق من هنا أو جائزة من هناك إلى التكفير عن كمية الدماء التي تهدر يومياً على مساحة الكرة الأرضية؟ وها هو الجانب السلبي من اختراع كلاشينكوف في عيده التسعين، بعد أن تلاقى مع جانب اختراع نوبل السلبي منذ سنوات... وقررا معاً وقف حياة الملايين قبل سن التسعين. ويقول ميخائيل كلاشنيكوف مبتكر اشهر رشاش روسي يحمل اسمه بيع منه مئة مليون نموذج في العالم ان "سن التسعين ليس حرجا لذلك اواصل العمل" على كل الجبهات لضمان بقاء اختراعه وكشف القطع المزيفة منه. واكد مخترع "الكلاش" الشهير او "الايه كي 47" المعروف بسهولة استخدامه ومتانته, في نهاية تشرين الاول/اكتوبر ان "كل شىء يجب ان يكون بسيطا. تحت هذا الشعار عملت طوال حياتي واخترعت اسلحة للدفاع عن وطني". واضاف في رسالة فيديو تم بثها خلال مؤتمر في عيد ميلاده التسعين في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر ان هذا السلاح الذي صنعت منه نماذج عدة (ايه كي 74 ام وايه كي 101 وايه اي كي 971) "يحمل اسمي ويستخدم في 55 بلدا في العالم". وتابع الرجل التسعيني خلال المؤتمر الذي عقد في كليموفسك في منطقة موسكو ولم يتمكن من حضوره بسبب مشاغله "في بعض الدول بدأوا يتحدثون عن اطلاق اسم كلاش على ابنائهم. اعتقد انه اسم جميل للذكور". وميخائيل كلاشنيكوف كبير صانعي الرشاشات التي يتم انتاجها في مصنع ايجماش ليجيفسك (الاورال, على بعد 1300 كلم شرق موسكو) والمستشار في الشركة الروسية العامة المكلفة تصدير الاسلحة "روسوبورون اكسبورت" ورئيس الجمعية الروسية لصانعي الاسلحة, يبقى نشيطا جدا على الرغم من سنه المتقدم. وقال هذا الرجل الذي يعيش منذ سنوات في شقة متواضعة في ايجيفسك "واشارك ايضا في معارض للاسلحة في الخارج". ولم تجلب ملايين الرشاشات التي تحمل اسمه في العالم مبالغ كبيرة اذ ان الاختراعات في روسيا لا تمنح براءات. ولا يحصل المصممون على اتعاب تعادل حجم الانتاج. الا ان هذا لا يمنع ميخائيل كلاشنيكوف من توجيه انتقادات مستمرة الى تهريب الاسلحة وتزويرها كما فعل في بداية هذا المؤتمر الذي يعقد بمبادرة من "روسوبورون اكسبورت" في مركز تجريب الاسلحة في كليمفوسك حيث يتم اختبار الكلاشنيكوف. وقال "وجدت في معرض رشاشات صغيرة ولاحظت انها تحمل ارقاما متسلسلة صينية ومجرية ويابانية وغيرها...". واكد رئيس الهيئة الروسية اناتولي ايسايكين من جهته "ان نصف المئة مليون كلاشنيكوف (في العالم) هي اسلحة مهربة مصنعة بدون ترخيص او براءة او موافقة دولية". واضاف ان "الحال كذلك في بلغاريا ورومانيا والصين ومصر. حتى في الولاياتالمتحدة ينتجون هذا السلاح بينما لم يحصل هذا البلد على ترخيص". ورأى ايسايكين ان "احدى وسائل مكافحة التزييف هي ابرام اتفاقات لحماية الملكية الفكرية", مشيرا الى ان اتفاقات من هذا النوع ابرمت مع حوالى عشر دول بينها فرنسا واسرائيل والجمهورية التشيكية والهند. اما المدير العام لمصنع ايجماش فلاديمير غروديستسكي ان نموذجا جديدا من الاسلحة الآلية سيحل محل الرشاش الاسطوري الذي بدأ ميخائيل كلاشنيكوف العمل عليه في 1947 عندما كان يتعافى من جروح اصيب بها خلال الحرب العالمية الثانية. و"الايه كي 47" الذي يثير اعجاب حركات التمرد في العالم هو السلاح القاتل الاكثر انتشارا في العالم في مناطق القتال. وهذا الوضع لا يرضي مخترعه الذي قال ان "رؤية كل هؤلاء المجرمين يطلقون النار باسلحتي امر لا يعجبني. اخترع اسلحة للدفاع عن مجتمعنا".