حرمته الإصابة من المشاركة في نهائي آسيا للأندية عامي 2004 و2005، على رغم أنه كان أحد العناصر المهمة في تلك الفترة، ويترقب هذا النهائي والإسهام مع فريقه في تحقيق ثالث لقب قاري بمسماه الجديد. إنه اللاعب صالح الصقري الذي يقدم أفضل مستوياته الفنية له في هذا الموسم، مؤكداً جاهزية فريقه لخوض اللقاء النهائي أمام يوهانغ ستيلذر الكوري، وأبان أنه يعيش حالاً من النضج الكروي واعداً أنصار ناديه بالعودية إلى السعودية بمنجز جديد يسجل للرياضة السعودية. «الحياة» التقت الصقري قبل المباراة النهائية اليوم، وكان لها معه هذا الحوار، فإلى تفاصيله... بدايةً... ما استعداداتكم للمباراة النهائية للبطولة الآسيوية. وإلى أين وصلتم؟ - أعتقد بأن الاستعداد للقاء النهائي يأتي امتداد لمرحلة الإعداد للبطولة التي بدأناها من جدة وإسبانيا والمشاركة في بطولة السلام الدولية في مدريد ومن ثم استكمال البرنامج الإعدادي في جدة، وخوض غمار مسابقة دوري «زين» السعودي للمحترفين، لا شك في أن الاستعداد لأي مباراة نهائية سيكون مختلفاً بالطبع، وسيكون أيضاً للمواجهات النهائية اعتباراتها الأخرى غير الجاهزية الفنية واللياقية أقصد الجانبين النفسي والذهني مهمين بدرجة أولى في مثل هذه اللقاءات المصيرية، وعن هذه المرحلة تحديداً التي تسبق النهائي فقد تعاهدنا نحن - اللاعبين - على أن نواصل أداءنا الفني الذي يعكس واقع إمكانات لاعبي الفريق مع تحقيق نتيجة إيجابية بإذن الله، فمن بعد مباراة ناغويا هنا في اليابان بدأنا رحلة الإعداد الخاص للنهائي القاري بالتدريبات الفنية واللياقية ووصل الجهاز الفني إلى مرحلة عالية من الجاهزية، ونحن - اللاعبين - حريصون على الفوز وتقديم أفضل المستويات الفنية. هل ترى وجودكم في اليابان منذ أسبوعين أمراً جيداً للفريق؟ - صحيح أننا لم نكن نرغب في أن يكون النهائي في اليابان قبل بدء البطولة، لكن كان من حسن حظ الفريق أن نلتقي فريقاً يابانياً في دور نصف النهائي، وبخاصة أن تكون المباراة الثانية من هذا الدور في اليابان ولا أخفيك كنا نتمنى ألا نلاقي فريقاً يابانياً أو كورياً في أولى مواجهات قبل النهائي في اليابان أو كوريا ومن ثم العودة إلى جدة والمغادرة إلى طوكيو مرة أخرى، أمر متعب يرهق اللاعبين لكن الحمد لله أن الأمور سارت كما نريد. بصراحة... ماذا ينقص الفريق قبل النهائي المنتظر؟ - في الحقيقة لا ينقصنا سوى التوفيق، فنحن - ولله الحمد - جاهزون تماماً، والجميع يبحث عن ترجمة الجهد الكبير الذي بذلناه من أول مباراة لنا في هذه البطولة، نسعى جادين في استعادة اللقب الآسيوي، مطالبات الجماهير بالحصول على كأس القارة يضاعف من مسؤولياتنا، ولا سيما بعد الفوز الكبير على فاغويا بمجموع ثمانية أهداف في المباراتين، وأتمنى أن يحالفنا التوفيق. لكن نرى أن الفريق يشهد غياب راشد الرهيب؟ - صحيح أن راشد الرهيب لاعب كبير ومؤثر وحزنّا كثيراً على إصابته، لكن هناك في الاتحاد من يعوّض غيابه، ففريقنا لديه نجوم قادرون على سد الفراغ في حال إصابة أو إيقاف أي لاعب في الفريق، ولكن على المستوى العام للفريق تلحظون الاستقرار الفني الذي نعيشه مع مدرب الفريق الحالي كالديرون، إلى جانب المستويات الفنية التي يقدمها اللاعبون. كثيرون تحدثوا عن أهمية الحصول على البطولة الآسيوية وأكدوا أنه اللقب الأهم لكم في الموسم الحالي... هل توافقهم الرأي؟ - لا شك في أن اللقب الآسيوي مهم جداً، لكننا في الفريق استعددنا للموسم الحالي من خلال معسكر خارجي كنا وما زلنا نطمح في جميع استحقاقات الموسم، لدينا جماهير هي الأكثر في السعودية تعودت على الإنجازات، ولا ترضى بغيرها، لذلك نحن مطالبون بحصد هذه الألقاب، ولا سيما أن الاتحاد يعد الاسم الأهم في القارة الآسيوية في السنوات العشر الأخيرة. ألا تخشون كلاعبين أن يكون لثقتكم المفرطة انعكاساتها السلبية في نهائي السابع من تشرين الأول (نوفمبر)؟ - نحن عندما نتحدث نقول واقعاً وليس ثقة، فلاعبو الاتحاد يدركون المسؤولية ويعلمون بأهمية الحدث، أرى أن المناسبات الماضية وتمرسهم في إحراز البطولات أهلهما إلى الوصول إلى قدر كبير من احترام المنافسين، صدقني أن من أسباب تميز فريق الاتحاد وإنجازاته احترامه لخصومه، لعلمنا بأن كرة القدم لا تعترف بالمعطيات والتوقعات والأسماء، وإنما لمن يلعب طوال المباراة بروح عالية وأداء جيد واستفادة من الأخطاء. نرى صالح الصقري يقدم أفضل مستوياته في الموسم الحالي... هل الأمر يعود إلى حال النضج التي تعيشها لاعباً أم إثبات للذات؟ - الأمر يعود للحالين... صحيح أنني أمرُّ بحال النضج الكروي الذي يمر به جميع اللاعبين، إلا أنني في الوقت نفسه أرغب في فرْض اسمي بقوة ضمن القائمة الأساسية والاستمرار على الأداء نفسه الذي قدمته في السنوات الماضية إلى جانب الرغبة في تقديم أفضل من ذلك؟ نلحظ دورك الهجومي في الآونة الأخيرة بفعالية... ما وراء ذلك؟ - طلب مني المدرب كالدريون مساندة الهجمة موظفاً قدراتي، ولا سيما الهجومية، ويطلب مني في الكثير من الهجمات اللعب في المنطقة، لذلك سجلت وصنعت من الأهداف وهذا لم يأتِ إلا بالتوفيق وتعاون اللاعبين. وهل ستُسعد جماهير الاتحاد بالتسجيل في النهائي؟ - أعدهم بأنني سأقدم ما لديّ من جهد وإمكانات مع زملائي اللاعبين في الفريق، للحصول على اللقب، وأتمنى طبعاً التسجيل في هذا النهائي لكن الطموح يتمثل في الفوز والحصول على كأس القارة. وكيف تقوّم أداء لاعبي الفريق ولا سيما الأجانب؟ - لاعبو الاتحاد جميعهم أبلوا بلاءً حسناً في هذه البطولة، والحمد لله أننا لم نُحسَد في أية مباراة، وسنجعل الختام مسكاً، ونعود إلى أرض الوطن باللقب، وتحديداً أتصور أن اللاعبين الأجانب الحاليين أفضل الأجانب على مستوى الملاعب السعودية، لا ينقصهم سوى التوفيق، وأما من ناحية الإمكانات فهم محترفون مميزون وإضافة فنية للفريق استفدنا منهم كثيراً. جماهير الاتحاد تخشى من ولوج أهداف في مرماكم... إذ المرمى الاتحادي من السهل التسجيل فيه؟ - اتهام خاطئ، فالفريق لم يدخل في مرماه سوى خمسة أهداف في هذه البطولة بينما سجل نحو 30 هدفاً، وعلى العكس تماماً فدفاع الفريق وحراسة مرماه مطمئنان، وإن كنت تقصد أهداف فاغويا الثلاثة فهذا أمر طبيعي كما تُسَجِّل أنت يُسجَّل في مرماك. أعتقد بأن لاعبي الفريق ولا سيما مدافعيه وحارس المرمى سيذودون للحفاظ على شباك مرمانا نظيفة في المباراة، ولا سيما بعد أن عمد الجهاز الفني إلى معالجة الأخطاء لتفاديها في اللقاء النهائي. وقّعتم أخيراً مع وكيل أعمال اللاعبين فهد باقديم... كيف ترى التعاقد مع مدير أعمال لإدارة عروض الأندية؟ - فكّرت كثيراً في هذا الأمر ووجدت أن الأنسب فهد باقديم لاعتبارات عدة أهمها إلمامه بكل القوانين الرياضية، ساعده ذلك عمله سكرتيراً للفريق الأول لكرة القدم، إضافة إلى أنه شخص معروف لنا وللاتحادين، إلى جانب صداقته منذ فترة طويلة. أعتقد بأنه سيهتم بي كثيراً، وأرى أن تفويض أمر التعاقدات لوكيل أعمال خطوة إيجابية ومتطورة، أهداف منها التركيز على التدريبات من دون «التشويش» بالعروض المقدمة. ماذا تقول في نهاية اللقاء؟ - لا يختلف اثنان على أهمية اللقاء وصعوبته ومباريات الكؤوس لا تخضع لمعايير فنية أو ترشيحات، فنحن اللاعبين نسمع ترشيحات تنصبُّ لمصلحة الاتحاد غير أن هذه الترشيحات لن تحيدنا عن مواصلة المشوار. ندرك قوة بوهانغ الكوري فوصوله إلى النهائي دليل على رغبته في الحصول على اللقب والقدرة على إحرازه، شاهدنا الفريق الكوري ووجدناه فريقاً مميزاً وخطيراً، لكننا نحن اللاعبين سنجتهد إلى آخر ثانية من المباراة من أجل إحراز إنجاز جديد للكرة السعودية عموماً ولنادي الاتحاد خصوصاً.