قبل أكثر من ستة أشهر، اقتحمت مجموعة «كنال أوفرسيز» (Canal Overseas) الفرنسية سوق العرض التلفزيوني في المغرب العربي، عبر إطلاق باقة «كنال بلوس» المغاربية، وبعرض يشمل 28 قناة فرنسية تبث على «بدر 6»، القمر الاصطناعي الجديد لعربسات إلى جانب 300 قناة عربية. الآن تحاول المجموعة أن تتحلى بصبغة مغاربية خاصة، تقربها أكثر من الجمهور، تعزيزاً لحضورها المغاربي، من خلال برنامج أسبوعي خاص بالحدث الرياضي المغاربي بدأ بثه قبل ثلاثة أيام بعنوان «اختصاصيو المغرب العربي» (Les spécialistes Maghreb). ويعد هذا البرنامج الأول من نوعه بالنسبة الى باقة «كنال بلوس» المغاربية التي أنتجته بالتعاون مع شركة إنتاج مغربية. يتابع البرنامج رياضة كرة القدم فحسب. ويغطي خلال 52 دقيقة من البث الأخبار الكروية في دول المغرب العربي، من خلال تقديم ملخصات عن بطولات كرة القدم في البلدان المغاربية وعرض لقطات لأجمل الأهداف، كما يكشف عن كواليس الملاعب والمباريات والأندية، بالاستناد الى محللين رياضيين من المنطقة. كما يحتوي فقرة قصيرة لمتابعة البطولات الكروية الأوروبية. «اختصاصيو المغرب العربي» عددهم سبعة، خمسة منهم مغاربة. ويجمع الفريق ما بين إعلاميين ومحترفي كرة ذوي تجربة في العمل التلفزيوني الرياضي، إضافة الى مدربين رياضيين وإداريين. اما المغاربة في هذا البرنامج فهم: يونس بلعسري، منشط البرنامج الآتي من القناة العمومية الأولى والمعروف بخاصة في برنامج «القدم الذهبي» ذي الشعبية الواسعة في أوساط مواهب كرة القدم. وأمين الرحموني، الصحافي الآتي من الصحافة المكتوبة الرياضية، وابتسام القطيبي، الصحافية السابقة في القناة الثانية «دوزيم»، والجزائري سعيد حدوش، منشط أحد البرامج في تلفزيون «إر تي إل» ومحترف كرة قدم سابقاً، والتونسي خالد حسني، المحلل الرياضي في قناة «حنبعل» التونسية وراديو وتلفزيون العرب «إي أر تي». حاولت المجموعة الفرنسية «كنال أوفرسيز» أن تستحضر في هذا الموعد المغاربي الجديد مرور 25 سنة على إنشائها. وعززت هذه المناسبة بتركيز عرضها التلفزيوني، إلى جانب السينما، على الرياضة التي برز حضورها في تشرين الاول (أكتوبر) 2007 مع إطلاق القناة الرياضية (Ma Chaine Sport)، وعدد من القنوات المتخصصة والبرامج الرياضية خلال السنة وبرمجة برامج اخرى مع حلول العام المقبل. والسمة الأخرى هي اعتبارها أول عرض قانوني عبر الساتل للقنوات الفرنسية في المغرب والجزائر، ومستقبلاً في تونس. لكن هذه المناسبة لم تحمل الباقة المغاربية على كشف حجم حضورها في منطقة المغرب العربي حيث تغطي فيها ثلاثة بلدان فقط. الرقم الوحيد المتوافر حتى الآن يعود إلى كانون الثاني (يناير) الماضي، حينما كشفت الباقة خلال عملية تسويقها أنها تصل الى 20 ألف مشترك، وأنها إزاء سوق واعدة حجمها 13 مليون أسرة، عشرة ملايين منها تمتلك أجهزة «بارابول» مؤهلة للعمل بنظام البطاقات الخاص بالقنوات والباقات المشفرة. ويرجح أن الرقم لم يزد بدرجة مهمة على مدى الأشهر الماضية، وهي ليست فترة طويلة على أية حال، وإلا لكانت كشفت عنه في مناسبة مرور ربع قرن على وجودها في القارات الخمس. ويبدو أن إنتاج برنامج رياضي للمغاربيين من تقديم مغاربيين مختصين بعد 6 أشهر من البث في المنطقة جاء ليحقق بعض التوازن الأساسي في العرض المعتمد على السينما والأسرة والشباب، وليسد ثغرة البرامج الرياضية الوفيرة على قناتي «الجزيرة الرياضية» و «إي أر تي» اللتين تستقطبان جمهوراً مغاربياً وفيراً.