يبدو ان العلاقة الأسطورية بين الإنسان والحصان، التي طالما رسمت صورتها في المخيلات باعتبارها مملؤة بالكثير من التفاعل والأنسنة والعواطف "المتبادلة"، لها أساس في التركيب الوراثي (الجيني) عند الفارس وحصانه! ذلك على الأقل ما توحي به الأخبار العلمية الأحدث عن هذا الأمر. بالأمس، أعلن فريق علمي من بحّاثة دوليين أنه توصّل الى رسم الخريطة الكاملة لطاقم الجينات الوراثية (الجينوم) في الحصان المُدجّن، الذي يستعمل في الركوب والحراثة والمواصلات وسباقات الخيل والمعارك وغيرها. وأظهرت الخريطة الجينية للحصان تشابهاً مع نظيرتها عند الإنسان. وفي ما يثبت أيضاً الحكمة المتوارثة عن التفاوت في أنواع الخيول وأصولها وفصولها، أعلن الفريق العلمي عينه أنه عثر على مليون فارق في الجينات بين الفصائل المختلفة للحصان. وبيّن هذا الفريق أن الخريطة تساعد في تحديد الأمراض الوراثية التي تصاب بها الأحصنة. وأشار البروفسور كيرستن ليندبلاه- توه، من "معهد ماساشوستس للتقنية" الذي ترأس الفريق، الى تقاطعات كثيرة بين الخيل والبشر. وقال: "تعاني الخيل من 90 مرضاً وراثياً مشتركاً مع الإنسان. وتتشارك الأحصنة والبشر مجموعة من الأمراض الأخرى، ما يعني أن الخريطة الجينية للحصان تساعد على توسيع فهم أمراض الإنسان وطرق علاجها والوقاية منها". معلوم ان الإنسان دجّن الحصان للمرة الأولى قبل قرابة 6 آلاف سنة. واعتبرت تلك الخطوة نقطة تحوّل في تاريخ الجنس الإنساني، إذ تضافرت مع إكتشاف البشر للزراعة وممارستهم لها، في استقرار المجموعات البشرية، ثم ظهور الحضارات الإنسانية الكبرى في الصين ومصر والهند وبلاد الرافدين والأميركيتين. __________ * إعداد