في الأيام الخوالي، كان الهلال والمتعة صنوين، تحضر إن حضر وتغادرنا إن غاب، لكنها شيئاً فشيئاً توارت باعتزال فرسانها وتولي مدربين نهجهم الفني يميل إلى التحفظ الشديد، أو هو الانضباط التكتيكي الذي غدت فيه المباريات أشبه بالمصنوعة، تسير وفق معايير دقيقة لا مجال فيها للخطأ. هذا التحفظ أخفى بريق النجوم، وأفقد الجماهير الاستمتاع بالأهداف الوفيرة واللعب السريع، إذ صار بالكاد يسجل هدفاً أو اثنين، وبعدها تنتهي المباراة فعلياً وفنياً، بطريقة مملة من خلال التحصن الدفاعي والاستماتة في إغلاق الملعب في وجه الخصوم، وذلك النهج كان يطبق في المباريات كافة ومع كل الفرق كبيرها وصغيرها، وقد أجدى مع طيب الذكر "كوزمين" وجلب البطولات تلو البطولات، على رغم أن الجميع يجمع على أن المتعة الفنية التي عرف به الهلال كان مغيبة بفعل ذلك، وفجأة أُخرج كوزمين من بيننا (خائفاً يترقب) والجماهير تولول وتتحسر، الا أن تذكرة خروجه حملت معها تذكرة العودة للزمن الجميل والانعتاق من الأسر الدفاعي واللعب المتحفظ الذي قتل متعة الكرة وأطفأ حماسة الجماهير للمتابعة. عاد هلال المتعة والأهداف معاً، كل الفريق يهاجم، وجل اللاعبين يسجلون، من بقي لم يسجل هذا العام؟ لا احد... حتى خط الدفاع كانت له بصمة مشاركة، وكل لاعبي الوسط والهجوم دونوا أسماءهم في سجل الفريق التهديفي، فبعد أن كان ياسر القحطاني المهاجم الوحيد المنوطة به كل المسؤوليات والذي إن أحكمت مراقبته انتهى أمل الفريق بالتسجيل إلا بشق الأنفس وعبر كرة ثابتة أو ركنية، أو حل فردي، الآن الأهداف أشكال وألوان وبتمريرات سحرية نهايتها في المرمى، ولم يعد أحد يعول على باص عيون ولا حتى باص سكول في صناعة هدف. حتى الشلهوب الذي اختفى تحت جنح صانع اللعب الوحيد التايب عاد هدافاً، كل الفريق مؤهل للتسجيل، (تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد). هذه هي حال دفاعات الفرق مع مصادر الخطر الهلالية حيرة وقلق. لا تدري من تراقب ومن تترك، أنت الآن موعود بوقت ممتع. لأنك أولاً مع الهلال وثانياً أن الزمن الجميل عاد ولكن بطريقة أشد فتكاً، بدليل كم الأهداف المسجلة قياساً بمواسم خلت. فيا جماهير الهلال آن لكم أن تشكروا من أعاد توهج الهلال (من حيث لا يدري). [email protected]