بدأت في مدينة غدامس جنوب غرب ليبيا أمس، جولة ثالثة من الحوار الليبي، تميزت بحضور المؤتمر الوطني (المنتهية ولايته) بشكل رسمي بعدما قاطع جولتي المفاوضات السابقتين برعاية الأممالمتحدة واللتين عقدتا في غدامس وجنيف. وأبلغت «الحياة» مصادر المجلس المحلي لغدامس، أن أكثر من 35 مشاركاً في الحوار وصلوا المدينة، وأشارت إلى أن المحادثات بين ممثلي طرفي النزاع الأساسيين، وهما المؤتمر والبرلمان المنعقد في طبرق، جرت بصورة غير مباشرة، إذ جلس كل وفد في غرفة وتنقل بينهم الوسطاء. وشارك في الحوار ممثلون عن المجلس الانتقالي السابق ومستقلون. وتركزت المداولات حول أسماء مرشحين لرئاسة حكومة توافق. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة»، إن الأجواء الحميمية التي سادت لدى وصول المشاركين إلى غدامس، لم تنعكس على مجريات المفاوضات. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا أن جولة الحوار السياسي أمس، هدفت إلى «إنهاء الأزمة» في ليبيا. وأشارت البعثة في بيان إلى مشاركة المبعوث الدولي إلى ليبيا برناردينو ليون في المحادثات. وأفادت مصادر بأن الحوار تناول سبل إقناع المؤتمر الذي يرفض التسليم بانتهاء ولايته، بالاعتراف بالبرلمان المنتخب والمعترف به دولياً. ويأتي اجتماع أمس بعد جولة حوار في جنيف بدأت في كانون الثاني (يناير) الماضي، وأعلنت الأممالمتحدة أنها انتهت «في جو إيجابي»، على رغم غياب المؤتمر الذي شكل حكومة منافسة في طرابلس وأعطى تفويضاً لتحالف ميليشيات إسلامية للمضي في مواجهة القوات التابعة للبرلمان. وقال ليون في إفادة صحافية نشرها موقع البعثة على الإنترنت، إن معظم الليبيين يدفعون ممثليهم من السياسيين والمليشيات إلى التفاوض، وإذا كانت هناك «أقلية أكثر ضجيجا وأكبر قوة وتحمل السلاح، معارضة لذلك، فإن هناك غالبية من الشعب الليبي تريد سلاماً وحواراً وحلاً سياسياً». ورأى ليون أن «التحدي يتمثل في ضمان أن تحصل هذه الغالبية على دعم كافٍ من المجتمع الدولي لتنتصر على هذه الأقلية». وحول محادثات جنيف الموازية للمحادثات التي تعقد في ليبيا قال ليون: «الحوار هو ذاته ولكن له مسارات مختلفة تضم الجماعات السياسية والبلديات والمجموعات المسلحة وزعماء القبائل والأحزاب السياسية، فهناك مجموعات مختلفة تناقش أموراً مختلفة» . وتابع: «اتفقنا على أجندة تضم في أولويتها تشكيل وحدة وطنية ووقف إطلاق النار وانسحاب المليشيات من المدن والمواقع الاستراتيجية»، وقال: «إذا تمكنا من تحقيق هذين الهدفين العاجلين نكون تمكنا من حل ثلاثة أرباع المشاكل في ليبيا».